قصيدة القناع في شعر عبد العزيز عسير

الملخص

      شكَّلَ البحث دراسة ظاهرة في شعر شاعر عراقيّ حديث ألا وهي (القناع)، و اختارَتِ الباحثتانِ دراسة هذه الظاهرة في شعر الشاعر عبد العزيز عسير لأنَّهُ استخدمَ القناع بكثرة في قصائدهِ؛ لأنَّ الحقبة التي عاشها تمثَّلَتْ بالضغط السلطويّ؛ لذا لجأ الشاعر إلى هذه الوسيلة (القناع) كي يُعبِّر عمّا يُريد بصورة غير مُباشِرَة، إذْ يتكلَّم عن ظروفهِ وظروف مجتمعهِ الذي ينتمي إليه بهامشٍ مِن الحريَّةِ دون خوفٍ مِن المُلاحقَة والمُراقَبَة.

      فقد استخدمَ الشاعر القناع على لسان الإنسان تارة وعلى لسان الحيوان تارة أخرى، وقدْ أجادَ في الحديث مِن وراء قناعهِ حتى تمكَّنَ مِن إيصال صوتهِ وإظهار الظلم الذي كانَ يعاني منهُ هو و مجتمعه.

      وقدْ تمكَّنَ الشاعر مِن الرَّبط بينَ الأزمنة والشَّخصيات داخل قناعهِ، إذْ نجده يربط بينَ ما حصلَ في الماضي وما يحصل في الوقت الحاضر، وكذلكَ ما عانتْهُ الشخصيات عبْرَ التأريخ وما يعانيه هو في زمانهِ.

      فالشاعر قد اختارَ القناع الذي يتَّصل بصوتِهِ، وجعل صوتَهُ وصوت الشخصية التي تقنَّعَ بها صوتاً واحداً، إذ اختفى وراء تلك الشخصية مُعبِّراً مِن خلالهِا عمّا يختلج نفسه.