خلفية تاريخية على الدراســات الإسلاميـة والعربية في الاستشراق البلجيكي المعاصر
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol2.Iss25.1077Abstract
دل الاستشراق على الاتجاه نحو الشرق، ويطلق على كل ما يبحث في أمور أهل الشرق وثقافتهم وتاريخهم. فهو يتمثل في الدراسات التي ارتبطت بالكتابة عن حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة الإسلام والعرب بصفة خاصة، ثم اتسع ليشمل دراسة الشرق من حضارة وأديان وآداب ولغات وثقافة.
إن المعطيات التاريخية والواقع يدللان، على أن حركة الاستشراق عامة انطلقت بباعث ديني يهدف إلى خدمة الاستعمار، وتسهيل عمله، ولقد تعصب بعض المستشرقين بآرائهم عن الإسلام، واهتم بعضهم اهتماماً حقيقياً بالحضارة الإسلامية، وحاولوا التعامل معها بموضوعية، ومن هنا فإن بعض المستشرقين أنصفوا الإسلام في دراساتهم، وبعضهم تعصبوا لآرائهم، ولا شك أن الاستشراق البلجيكي ليس ببعيد عن المنظومة الغربية في دراسته للحضارة العربية، واهتم بدراسة الشرق وآثاره وآدابه، فجاء متعدد الأغراض، يتراوح بين التعصب والإنصاف.
وحري بنا أن نتأسى في هذا الصدد بقول محمد كرد علي:" لولا عناية المستعربين بإحياء آثارنا لما انتهت إلينا تلك الدرر الثمينة التي أخذناها.... التي فتحت أمامنا معرفة بلادنا في الماضي، وبها وقفنا على درج حضارتها، ولولا إحياؤهم تاريخ ابن جرير، وابن الأثير، وأبي الفداء، واليعقوبي، والدينوري، والمسعودي، وابن أبي شامة، وابن الطقطقي، وحمزة الاصفهاني وأمثالهم، لجهلنا تاريخنا الصحيح، وأصبحنا في عماية من أمرنا، ولو جئنا نعدد حسنات دواوين الشعر، أو كتب الأدب والعلم التي أحيوها لطاف بنا المطال"([i]).