أبعاد القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير مكبث /أنموذجا

المؤلفون

  • حبيب ظاهر حبيب, أ.م.د. كلية الفنون الجميلة – جامعة واسط

DOI:

https://doi.org/10.31185/lark.Vol1.Iss15.769

الملخص

خلاصة البحث: أبعاد القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير/ مكبث /أنموذجا

يتصدى البحث لموضوع القوى الخارقة أو/ والغيبية في مسرحيات شكسبير، وتعرف القوى الخارقة/ الغيبية بأنها القوى التي تتسبب بأحداث لا قِبَلَ للإنسان العادي التحكم بها لأنها تفوق مستوى مقدرته، ويعد وجود القوى الخارقة وحضور الغيبيات من الظواهر التي تشكل عنصرا أساسيا في النص والعرض الدرامي منذ نشأة المسرح، وبلغت ذروة تأثيرها الدرامي/ المسرحي إبان العصر الإليزابيثي،لإيمان المجتمعات بها في تلك العصور، وقد اضمحل ظهورها بظهور الاتجاه نحو الواقعية والطبيعية.

إن ظاهرة وجود قوى خارقة/غيبية هي إحدى سمات المسرح الإليزابيثي وما سبقه من العصور، ووجودها أمر طبيعي بالنسبة لجمهور تلك العصور لأنه كان مؤمنا بوجودها ومعتقدا بفعاليتها، والبحث يتناول هذه الظاهرة في مسرح شكسبير لأنه حافل بها، ومن أكثر نصوص شكسبير كثافة بالقوى الخارقة/ الغيبية هي مسرحية (مكبث) التي تتجلى فيها بأشكال واضحة ومتعددة. ويهدف البحث إلى التعرف على ظاهرة القوى الخارقة/ الغيبية والكشف عن أبعاد وجودها، وأهميتها الدرامية في مسرحيات شكسبير.

تكون الإطار النظري من مبحثين: المبحث الأول عرض الأصول الدينية/ التاريخية لوجود ظاهرة القوى الخارقة/ الغيبية في المسرح وقدم نصين مسرحيين يتجلى فيهما دور القوى الخارقة/ الغيبية - هما مسرحية أوديب ملكا لسوفوكليس ومسرحية فاوست لجيته. وتبين أن مسألة وجود وقوة حضور/تأثير القوى الخارقة وحدوث أفعال ترتبط بالغيبيات يعتمد على:مدى إيمان المتلقي بها، وقدرة المؤلف /المخرج على الإقناع بأهمية وضرورة وجودها، فضلا عن قوة الإيهام بالفعل الذي تؤديه في النص/ العرض، ومدى مساهمتها في صنع الجو النفسي العام.

وتناول المبحث الثاني:الأهمية الدرامية للقوى الخارقة والغيبيات في النص/العرض المسرحي الشكسبيري ومن خلال هذا المبحث ظهر: أن لوجود القوى الخارقة/ الغيبية أهمية في النص/ العرض المسرحي الشكسبيري لأنها جزء من جمالياته، إذ يكمن فيها عنصر الغموض والاضطلاع بفعل يبهر المتلقي ويدفعه باتجاه التطلع للآتي من الحدث، وأن لهذه للقوى مهمة إجراء تحولات في الفعل المسرحي ففي هملت تبدأ نقطة انطلاق الحدث بظهور الشبح. والأمر نفسه يحدث في مكبث إذ تتشكل الوضعية الأساسية ونقطة الانطلاق للمسرحية نتيجة لقاء مكبث وبانكوو بالساحرات وإطلاق النبوءات، ولها دور مهم أيضا في بناء الأجزاء اللاحقة في النص/ العرض المسرحي.

في إجراءات البحث تم تحليل مسرحية مكبث بحسب الفصول والمشاهد بالتفصيل ولجميع القوى الخارقة من أفعال الشخصيات والأحداث، وجميع الغيبيات من التنبؤات وكيفية تحققها، وما آلت إليه مسارات الفعل المسرحي المتصاعد حتى النهاية.

الفصل الأخير ناقش النتائج، وتوصل إلى استنتاجات تتلخص بثلاث أبعاد  لوجود القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير:

  • البعد الاجتماعي : ويتجسد بمسايرة الجمهور الإليزابيثي باستخدام وعرض شيء مهم مما يعتقدون به ويشكل جزءا من ثقافتهم، بالنتيجة يعد وجود القوى الخارقة / الغيبية ضرورة اجتماعية، ووسيلة جاذبة للمتلقي عصر ذاك.
  • البعد التاريخي: لقد اعتمد شكسبير على محاكاة أحداث تاريخية في الكثير من حكايات مسرحياته، وقام بصياغتها دراميا، ومنها ما يتعلق بلقاء الساحرات مع مكبث الواردة كتب التاريخ.
  • البعد التاريخي/ الدرامي : إذ يعد المسرح الإليزابيثي امتداد للمسرح اليوناني والروماني الحافل بوجود القوى الخارقة والنبوءات، وقد اعتمدها شكسبير كوسائل درامية في إيصال أفكاره إلى المتلقي.

المراجع

(1) أديث كيرزويل: عصر البننوية- من ليفي شتراوس إلى فوكو، تر: جابر عصفور، بغداد، دار آفاق عربية، 1985.
(2)الارديس نيكول: المسرحية في الأدب الانكليزي، تر: يوسف عبد المسيح ثروة، بغداد، دار الرشيد للنشر، 1980.
(3) الارديس نيكول:علم المسرحية،تر:دريني خشبة، الكويت، دار سعاد الصباح، ط2، 1992.
(4) جانيت ديلون: شكسبير والإنسان المستوحد، تر:جبرا إبراهيم جبرا، بغداد، دار المأمون للترجمة والنشر، دار الحرية للطباعة،1986.
(5) جميل صليبا: المعجم الفلسفي،ج1، بيروت، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، 1982.
(6) جون دوفر ولسون : ما الذي يحدث في هاملت، تر: جبرا إبراهيم جبرا،الجمهورية العراقية، وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد للنشر،1981.
(7)جون رسل تيلر: الموسوعة المسرحية، ج1، تر: سمير عبد الرحيم الجلبي، بغداد، سلسلة المأمون، دار الحرية للطباعة،1990.
(8)جون وين: طبيعة مسرحيات شكسبير، تر: كمار نادر، في مجلة الثقافة الأجنبية العدد الاول- السنة الثانية، بغداد، دار الجاحظ، دار الحرية للطباعة، 1982.
(9) جيته: فاوست، تر: عبد الرحمن بدوي، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق، ط2 ،2007.
(10) تودورف: الأدب والفانتاستيك، تر: نعيمة بنعبد العالي، مجلة فكر ونقد، العدد 3 ، 1970.
(11) سعيد علوش: معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، بيروت ، دار الكتاب اللبناني، الدار البيضاء، سوشبريس، ط1، 1985.
(12) عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي: تفسير القرآن العظيم، المجلد الأول، دمشق- دار الفيحاء، الرياض- دار السلام، ط2، 1998.
(13) علي بن محمد بن علي الجرجاني: كتاب التعريفات، بيروت، دار المعرفة، للطباعة والنشر، ط1، 2007.
(14)ماري الياس وحنان قصاب حسن: المعجم المسرحي، بيروت، مكتبة لبنان ناشرون، ط2، 2006.
(15) مجموعة من الباحثين: المعجم الفلسفي، القاهرة، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامة لشؤون المطابع الاميرية، 1983.
(16) محمد جواد مغنية: التفسير المبين، قم، دار الكتاب الإسلامي، مطبعة ستاره ط2، 2002.
(17)فراس السواح:مغامرة العقل الاولى/دراسة في الأسطورة،بيروت،دار الكلمة،ط1، 1989.
(18) قيس النوري: الأساطير وعلم الأجناس، الجمهورية العراقية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، مطابع جامعة الموصل، 1981.
(19) ليليان هيرلاند وآخرون: دليل القارئ إلى الأدب العالمي، تر: محمد الجورا، بيروت:دار الحقائق للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1986.
(20) وليم شكسبير:مكبث،تر: جبرا إبراهيم جبرا، بغداد، دار المأمون للترجمة والنشر،دار الحرية للطباعة،1986 .

منشور

2019-05-21

إصدار

القسم

بحوث متفرقة

كيفية الاقتباس

حبيب ح. ظ. (2019). أبعاد القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير مكبث /أنموذجا. لارك, 6(3), 292-326. https://doi.org/10.31185/lark.Vol1.Iss15.769