صيانة وترميم البيت في العراق القديم
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol4.Iss23.538الملخص
يعد البيت أحدى الاوجه العمارية التي تنطوي تحت مسمى العمارة المدنية، لهذا ارتئينا في البدء توضيح مفهوم مصطلح العمارة المدنية لكي يتسنى للقارئ فهم مدلولاتها وأنواع المظاهر العمارية التي تنطوي تحت هذه التسمية؛ إذ يقصد بهذا المصطلح تلك العمارة الخاصة بتلبية خدمات افراد المجتمع، عن طريق توفير المأوى الجيد بما تحمله هذه الكلمة من معنى شامل لكل ابعاد السكن وملحقاته الخاصة والعامة، فهي تمثل العمارة الشعبية التي يحدد اسلوبها وطرق بنائها وتصاميمها من تأثرها بالبيئة الطبيعية والمناخ العام للمنطقة، وهذا النوع من العمارة يكون خاضعاً إلى عملية التطور والتغير المستمر نتيجة لتطور الفكر الفني العماري للإنسان([i]). فالمظهر العماري المدني يمثل هوية الفرد معبراً من خلاله عن شخصيته، باعتباره احد افراد المجتمع([ii]).
لقد شهدت أرض العراق القديم مجموعة من المراحل التطورية في كافة الأوجه الحضارية ابتدأت من اكتشاف الزراعة([iii]). وصولاً إلى اختراع الكتابة التي عن طريقها كان الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التي أستقر فيها الإنسان في مراكز مدنية متحضرة سواء على شكل دويلات مدن أم دولة مركزية موحدة قائمة بذاتها خاضعة لسلطة الملك، وقد شهدت هذه المرحلة كماً هائلاً من التنوع والانجاز الحضاري خاصة ًما يتعلق بالجانب العماري المدني من تخطيط وانشائها واعادة بناء مدن وتجديد مرافقها البنائية بما تشمله من بيوت وقصور واسوار وبوابات([iv]). وفي هذا المجال بالذات نجد ان الكاتب العراقي القديم قد ترك كماً هائلاً من النصوص البنائية تمثلت بالمنجزات والمشاريع المعمارية من قبل السلطة الحاكمة التي تنوعت توجهاتها بين عمارة دينية ومدنية([v]). يضاف إلى ذلك المشاريع المعمارية الخاصة بأفراد المجتمع سواء ما تعلق بتخطيط البيت وتشيده أم تجديد الذي يعد جزءاً من منظومة أكبر تسمى بالحي السكني الذي هو الأخر كان خاضعاً لمعالجات وفق خطط هندسية مدروسة من حيث أزقته وشوارعه الضيقة التي خضعت هي الأخرى لأعمال الصيانة والترميم لتلبي حاجة افراد المجتمع من توفير سبل الراحة والامان على طول اوقات السنة([vi]).
[i])) نهى علي الهاشمي، انواع العمارة، (مجلة آفاق عربية)، ع 11، السنة 12، (تشرين الثاني، 1987)، ص 84 - 88.
[ii])) المصدر نفسه، ص 85.
[iii])) لقد شهدت الجانب الزراعي في حضارة العراق القديم تطوراً ملحوظاً منذ بداية اكتشاف الزراعة وصولاً إلى العصور التاريخية؛ إذ عمل الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى تطوير السبل والآليات التي من شئنها ان تحسن وتساعد على تطور الإنتاج عن طريق اقامة شبكة من قنوات الري والسدور واستمرت هذه الحالة إلى عصور التاريخية، فقد أخذت تلك الفترة حيزاً أكبر من ذي قبل وهذا الأمر وارد فالحاجة أصبحت أعلى مستوى، لهذا نجد ان العديد من النصوص المسمارية العائدة لحكام وملوك العراق القديم قد كان لها حيزاً كبيراً في جدول اعمالهم ومنجزاتهم الحضارية؛ إذ اشاروا إلى قيامهم بمجموعة من عمليات الصيانة والترميم للأنهار وقنوات الري والسدود، فمثلاً عمل أور نمو على إعادة بناء نظام الري كاملاً في القسم الجنوبي بعد فترة من الاهمال والتدهور، كذلك نجد حمورابي يشير في كتاباته إلى اصلاح الانهار وفروعها، ووصل به الأمر ان يكرس جزءاً من مواد شريعته مبدأ العقوبة لكل فرد يهمل الاهتمام بمنظومته عمله الزراعي. للمزيد ينظر:
Renger, J., Rivers watercourses and ditches, irrigation, Within a book, Irrigation and Cultivation in Mesopotamia Bulletin on Sumerian Agriculture, Vol. V, Part. II, (Cambridge, 1990), p. 36.
[iv])) فاضل عبد الواحد علي، المعبد والزقورة: اثنان من ابرز السمات المعمارية في المدينة العراقية القديم، دراسات في الآثار والتاريخ، العدد5، (بغداد، 1988)، ص 11.
([v])سامي سعيد الأحمد، كتابة التاريخ عند الآشوريين في العصر السرجوني 747-612 ق.م، (مجلة سومر)، مج25، ج 1+2، (بغداد، 1969)، ص 50.
([vi]) محمد طه الاعظمي، البيئة وأثرها على العمارة العراقية القديمة (المشاكل والحلول)، ضمن وقائع ندوة العمارة والبيئة، منشورات المجمع العلمي، (المجمع العلمي، 2003)، ص 63-64.
المراجع
)) المصدر نفسه، ص 85.
)) لقد شهدت الجانب الزراعي في حضارة العراق القديم تطوراً ملحوظاً منذ بداية اكتشاف الزراعة وصولاً إلى العصور التاريخية؛ إذ عمل الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى تطوير السبل والآليات التي من شئنها ان تحسن وتساعد على تطور الإنتاج عن طريق اقامة شبكة من قنوات الري والسدور واستمرت هذه الحالة إلى عصور التاريخية، فقد أخذت تلك الفترة حيزاً أكبر من ذي قبل وهذا الأمر وارد فالحاجة أصبحت أعلى مستوى، لهذا نجد ان العديد من النصوص المسمارية العائدة لحكام وملوك العراق القديم قد كان لها حيزاً كبيراً في جدول اعمالهم ومنجزاتهم الحضارية؛ إذ اشاروا إلى قيامهم بمجموعة من عمليات الصيانة والترميم للأنهار وقنوات الري والسدود، فمثلاً عمل أور نمو على إعادة بناء نظام الري كاملاً في القسم الجنوبي بعد فترة من الاهمال والتدهور، كذلك نجد حمورابي يشير في كتاباته إلى اصلاح الانهار وفروعها، ووصل به الأمر ان يكرس جزءاً من مواد شريعته مبدأ العقوبة لكل فرد يهمل الاهتمام بمنظومته عمله الزراعي. للمزيد ينظر:
Renger, J., Rivers watercourses and ditches, irrigation, Within a book, Irrigation and Cultivation in Mesopotamia Bulletin on Sumerian Agriculture, Vol. V, Part. II, (Cambridge, 1990), p. 36.
)) فاضل عبد الواحد علي، المعبد والزقورة: اثنان من ابرز السمات المعمارية في المدينة العراقية القديم، دراسات في الآثار والتاريخ، العدد5، (بغداد، 1988)، ص 11.
( )سامي سعيد الأحمد، كتابة التاريخ عند الآشوريين في العصر السرجوني 747-612 ق.م، (مجلة سومر)، مج25، ج 1+2، (بغداد، 1969)، ص 50.
( ) محمد طه الاعظمي، البيئة وأثرها على العمارة العراقية القديمة (المشاكل والحلول)، ضمن وقائع ندوة العمارة والبيئة، منشورات المجمع العلمي، (المجمع العلمي، 2003)، ص 63-64.
)) عامر سليمان، وآخرون المعجم الاكدي معجم اللغة الاكدية (البابلية ــ الأشورية) باللغة العربية والحرف العربي, منشورات المجمع العلمي, (بغداد , 1999)، ج1، ص 142؛ رينيه لابات، قاموس العلامات المسمارية، ترجمة، الأب ألبير أبونا ووليد الجادر، منشورات المجمع العلمي، (بغداد، 2004)، ص 149؛
Gelb, Ignace J., and Others, The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of the University of Chicago , Vol. 2, (Chicago – Illibois, 1965), p. 282, CAD,
)) لابات، قاموس العلامات المسمارية........، ص 149.
( ) CAD, B, Vol. 2, p. 282.
( )كهلان خلف متعب القيسي، البيت العراقي في العصر البابلي القديم في ضوء تنقيبات سبار، (جامعة بغداد – كلية الآداب، 1989)، رسالة ماجستير غير منشورة، ص 5.
( )ليث مجيد حسين، الكاهن في العصر البابلي، (جامعة بغداد – كلية الآداب – قسم الآثار، 1991)، رسالة ماجستير غير منشورة، ص 22.
)) لابات، قاموس العلامات المسمارية........، ص 1492.
)) ابراهيم محمد عبد الله، مبادئ ترميم وحماية الآثار، دار المعرفة الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع، (الاسكندرية، 2012)، ص 45.
)) صموئيل نوح كريمر، السومريون أحوالهم – عاداتهم – تقاليدهم, ترجمة، فيصل الوائلي, (الكويت, 1973)، ص 242.
)) وليد الجادر، العمارة حتى عصر فجر السلالات، ضمن كتاب حضارة العراق، دار الحرية للطباعة والنشر، (بغداد، 1985)، ج3، ص 79.
)) اياد كاظم، المزارات في العصر البابلي القديم، (مجلة سومر)، مج57، (بغداد، 2012)، ص 285.
)) للمزيد ينظر: كريمر، السومريون...........، ص 63؛ مؤيد سعيد، العمارة من عصر فجر السلالات إلى نهاية العصر البابلي الحديث، ضمن كتاب حضارة العراق، دار الحرية للطباعة والنشر، (بغداد، 1985)، ج3.
)) انطوان مورتكات, تاريخ الشرق الأدنى القديم, ترجمة، توفيق سليمان, (بغداد, 1950)، ص 149.
)) للمزيد ينظر: كريمر، السومريون...........، ص 119.
)) غولايف، المدن الأولى (ما بين النهرين مهد الحضارة البشرية)، ترجمة، طارق معصرانى، دار التقدم موسكو، (الاتحاد السوفيتي، 1989)، ج1، ص 69.
)) هاري ساكز، قوة آشور، ترجمة، عامر سليمان، منشورات المجمع العلمي، (بغداد، 1999)، ص 276.
( ) للمزيد ينظر:
Luckenbill, Daniel David, The Annals OF Sennacherib, Vol. II, (Chicago, 1924), pp. 151-153, OIP.
)) ساكز، قوة آشور.......، ص 276.
( ) Gelb, Ignace J., and Others, The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of the University of Chicago , Vol. 4, (Chicago – Illibois, 1958), p. 374, CAD,
)) للمزيد حول اسباب الصيانة والترميم ينظر الفصل الرابع.
( ) CAD, E, Vol. 4, p. 192.
( ) Ibid, p. 240 :b
)) ياسر جابر خليل إبراهيم، عقود إيجار غير منشورة من العصر البابلي القديم من تل أبو عنتيك، (جامعة الموصل- كلية الآداب- قسم الآثار، 2012)، اطروحة دكتوراه غير منشورة، ص 23.
( )فوزي رشيد، الشرائع العراقية القديمة، ط3، دار الشؤون الثقافية العامة آفاق عربية، (بغداد، 1987)، ص 114؛ وللمزيد حول عقود الايجار في العراق القديم ينظر:
Johns, C. H. W., M.A, Babylonian And Assyrian Laws, Contracts and Letters, (New York, 1904(; Driver, G.R., and Miles, J.C., The Babylonian Laws, Vol. II, (Oxford, 1955(.
)) عامر سليمان، القانون في العراق القديم دراسة تاريخية قانونية مقارنة, ط2, دار الشؤون الثقافية العامة, (بغداد, 1987)، ص 243.
( ) Civil, Miguel, and Others, The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of the University of Chicago, M/1, Vol. 10, (Chicago – Illibois, 1977), p. 203, CAD.
( ) Ibid, p. 204.
)) سليمان، القانون في العراق القديم......، ص 243.
)) هيثم أحمد حسن عبو الجواري، نصوص الفأل البابلية في ضوء المصادر المسمارية، (جامعة الموصل – كلية الآداب- قسم الآثار، 2005)، رسالة ماجستير غير منشورة، ص 147.
( ) Figulla, H.H., and Martin,, Letters and Documents of the old Babylonian Period, Vol, 5, (London, 1953), pl. 50, No. 236: 1-9; CAD, E, Vol. 4, p.199:a.
( ) CAD, E, Vol. 4, p. 374.
)) للمزيد ينظر: سليمان، القانون في العراق القديم.......
( )فوزية ذاكر عبد الرحيم العكيلي، الدلالات الحضارية للصيغ التاريخية لممالك ايسن ولارسا وبابل في العصر البابلي القديم 2004 – 1959 ق.م، (جامعة بغداد – كلية الآداب – قسم الآثار، 2014)، اطروحة دكتوراه غير منشورة، ص 246.
( ) Sigrist, Maecel, Mesopotamia Years Name New – Sumerian and Old Babylonian Date Formulae, (Berlin, 2001), p. 66, 12.b, MYN.
)) نقلاً عن: قاسم محمد علي، سرجون الاشوري "721-705 ق.م"، (جامعة بغداد- كلية الآداب- قسم الآثار، 1983)، رسالة ماجستير غير منشورة، ص 152، وللمزيد حول النصوص الملكية الآشورية ينظر المصدر:
Luckenbill, Daniel David, Ancient Records Of Assyria and Babylonia, Vol. II, (Chicago – Illibois, 1927), ARAB.
)) غولايف، المدن الأولى........، ج1، ص 68.
)) ساكز، قوة آشور.......، ص 276.
)) غولايف، المدن الأولى........، ج1، ص 74.