الإصلاح الديني في فكر جمال الدين الأفغاني: دراسة تحليلية

الملخص

يتناول هذا البحث تحليل موقف جمال الدين الأفغاني من الدين، في إطار رؤيته الإصلاحية التي تدمج بين الفهم العقلي والتجديد الديني، ويسلط البحث الضوء على المنهج  العقلاني للأفغاني في فهم النصوص الدينية، فقد دعا إلى إعمال العقل في تفسير الدين بعيدًا عن التقليد الأعمى والتفسير الحرفي، معتبرًا أن الجمود الفكري هو السبب الرئيس لتخلف الأمة الإسلامية. كما يتناول البحث دفاعه عن الإسلام أمام الانتقادات الغربية، وخاصة من المستشرق إرنست رينان، الذي اتهم الإسلام بالجمود والتخلف، ورد الأفغاني على هذه الانتقادات بتأكيد أن سبب التخلف ليس الدين ذاته، بل الظروف الاجتماعية والسياسية التي مر بها العالم الإسلامي.

      ويستعرض البحث أيضًا كيف أن الأفغاني اعتبر الإصلاح الديني ركيزة أساسية لإصلاح المجتمعات الإسلامية، إذ لم يكن الإصلاح مقتصرًا على الجانب العقائدي فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الاجتماعية والسياسية، مع التأكيد على أهمية تحديث الفكر الديني بما يتناسب مع تطورات العصر، فضلا عن ذلك، يوضح البحث كيفية ارتباط الإصلاح الديني بالإصلاح السياسي والاجتماعي، فقد رأى الأفغاني أن النهضة الشاملة للأمة الإسلامية لا تتحقق إلا من تجديد الفكر الديني والعقل الاجتماعي، والعمل على تحرير العقل المسلم من القيود التقليدية.

       إن الأفغاني كان يحمل مشروعًا إصلاحيًّا متكاملًا، يمزج بين الحفاظ على جوهر الدين والانفتاح على معطيات العصر، بهدف بناء أمة إسلامية قادرة على مواجهة تحديات العصر الحديث بوعي نقدي وتجديد ديني عقلاني.