الرؤية الفلسفية لنتاجات الدكتور رعد صادق الحلي

الملخص

الفلسفة مغبونة ؛ إذ يتوهمها كثير من الناس، هرطقة جملٍ مائسة في حين انها تنهل من مصب مقدس يتمثل بمبدأ (إعمال العقل)، فالنصوص التي نقرأ او النصوص التي نقتني والتي نحاول تلقفها كلما وقع بأيدينا شيء جديد، منها لم تعد تملك قوتها وفاعليتها وهي تصف عذاب شخص أو تبالغ بوصف جمال، ولم تعد تترك بصمة تأثير لامعة وهي مكتنزة بالاستعارات والتشبيهات المفرطة من غير روح.. انما باتت تمتلك مجدها بما تحويه من معلومات حيّة تواكب الواقع او بالأحرى كمية الفلسفة المذابة بالنص، فان كان الطرح دوما يمس جوهر وحياة الانسان فان الفلسفة تطرحه بشكل معمق وبهيأة مغايرة.. الفلاسفة مدعاة لان يُقدسوا ليس لانهم يجيبون على الاسئلة بل لانهم يطرحونها.. واجمل الاسئلة تلك التي تكون بنهايات مفتوحة او اجابات عدة.. المهم انها بالنهاية جميعا تهدف الى اعمال العقل واعفاء اللسان والتوقف عن الخوض في يوميات المعيشة المكررة.. ومن المؤسف حين يرى شخص يهذر ويتخبط بالكلام يقال عنه انه يتفلسف.. لماذا هذا التشبيه المقيت بين الهذيان والفلسفة !!؟؟؟ الفلسفة امر مبارك خص الله به الانسان ليكون مقرونا بعقله انها تدعو الى التفكر والتأمل والتدبر التحليل والوعي العميق.. وقد أنتج الواقع الأدبي في مختلف مراحلة اقلام فلسفية غير قليلة اثبتت قدرتها على محاكاة الواقع العقلي وتذويبه في القالب الادبي بشكل معقول ومقنع، ومن تلك الاقلام قلم الدكتور رعد صادق الحلي ولا سيما في كتابيه بالصدفة وآيسوبيس الحكيم المظلوم.