دور الرئيس يوليسيس آس. كرانت في معالجة أزمة الكساد الطويل في الولايات المتحدة الأمريكية (1873-1877)
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol2.Iss29.317الملخص
حققوا النصر على الجنوب وحافظوا على وحدة البلاد، ولذلك حين انتهت الحرب وبدأ العمل السياسي ومرحلة اعادة الاعمار وجد الشعب الامريكي في كرانت الشخص ربما الوحيد القادر على الحفاظ على النصر وتجاوز المرحلة التي تلت انتهاء الحرب الاهلية بكل تعقيداتها، لاسيما السياسية والاجتماعية منها، لذلك انتخبوه رئيساً لهم لدورتين متتاليتين(1869-1877)، وهو أمر قلما حظي به الرؤساء الامريكيين، وبالفعل مثلت المرحلة الرئاسية للرجل دائرة للجدل بين من عدها من افضل الادارات التي شهدتها البلاد، ومنهم من اعتبرها الاسوأ لأسباب عديدة أتينا على ذكرها اثناء البحث، ربما من اهمها ما شهدته البلاد مما عرف تاريخيا الكساد الطويل وهي مرحلة حرجة في التاريخ الامريكي شهد خلالها الاقتصاد الامريكي ترديا كبيرا ترك تأثيره على مختلف جوانب الحياة في البلاد ولاسيما السياسية منها، ولذلك سنحاول في هذه الاوراق دراسة اسباب تلك الازمة ودور الرئيس كرانت في معالجتها على امل أن نفهم طبيعة الاجراءات التي كان يتخذها الرجل في معالجة الازمات التي شهدتها البلاد في عهد ادارته، ونخلص لمجموعة من القناعات التي اتينا على ذكرها في خاتمة مستقلة.
المراجع
- حيدر طالب حسين الهاشمي ،الحرب الأهلية الامريكية 1861-1865،اطروحة دكتوراه غير منشورة ،كلية التربية –ابن رشد ،جامعة بغداد ،2006.
(2) الجمعة السوداء: حصلت نتيجة لعمليات المضاربة التي قام بها المصرفيان جاي غولد (Jay Could) ، وجيمس فيسك ( James Fisk )في بورصة الذهب في وول ستريت ،فقد وصل سعر الأونصة الواحدة من الذهب ( ما يعادل 30غم ) في ذلك اليوم الى 20دولا اًر، وهو أعلى بنسبة 30% من سعر أونصة الذهب حين تسلم كرانت منصب الرئاسة ، لكن هذا السعر لا يلبث أن ينخفض خلال دقائق محدودة حين يطرح الذهب الحكومي للبيع في البورصة ،وهو ما يجعل الرجلين يحصلان على الذهب الحكومي بأسعار زهيدة ، حتى بلغت قيمة ما تم شراؤه من الذهب الحكومي أكثر من أربعة ملايين دولار ، لاسيما في ظل إحجام الرئيس عن الإفراج عن الذهب الحكومي لتحقيق التوازن في الأسعار ، مما أثار الشبهات حول تورط الرئيس كرانت والمقربين منه في عملية الفساد التي كلفت الميزانية الاتحادية خسائر كبيرة بملايين الدولارات ، وكانت واحدة من أكبر الفضائح التي هزت إدارته ، فسارع الى التدخل لمنع هذين التاجرين من احتكار الذهب ، وأصدر قراراً تم بمقتضاه الإفراج عن الذهب الحكومي من وزارة الخزانة ، وطرح للبيع مجدداً لتحقيق التوازن في أسعار الذهب. للمزيد يراجع:
- White ,Richard, “Information, Markets, and Corruption: Transcontinental Railroads in the Gilded Age,” Journal of American History , (June 2003) , Pp. 4-19.
(3) جاي كوك : ولد في 12 اب 1821 في ساندوسكي في ولاية اوهايو ، وهو الممول الأمريكي للاتحاد خلال الحرب الاهلية ، في عام 1838 ذهب كوك إلى فيلادلفيا، حيث دخل البيت المصرفي لشركة كلارك وشركاه ككاتب، وأصبح شريكاً في عام 1842. غادر هذه الشركة في عام 1858. في 1 يناير 1861، قبل أشهر قليلة بداية الحرب الأهلية الأمريكية، افتتح كوك بيت الخدمات المصرفية الخاصة من جاي كوك وشركاه . في الأشهر الأولى من الحرب، عملت كوك مع وزير الخزانة سلمون بي تشيس لتأمين القروض من كبار المصرفيين في المدن الشمالية. بعد الحرب، أصبحت كوك مهتمة بتطوير الشمال الغربي، وفي عام 1870 مولت شركته بناء سكة حديد شمال المحيط الهادئ . بعد ذعر عام 1873 اضطر كوك لا علان افلاسه . بحلول عام 1880 كان كوك قد التقى كل التزاماته المالية . توفي بولاية بنسلفانيا عام 1905. للمزيد يراجع :
- John ,Lubetkin M. , Jay Cooke's Gamble: The Northern Pacific Railroad, The Sioux, And the Panic of 1873 , 2008 .
(4) Barreyre ,Nicolas, The Politics of Economic Crises: The Panic of 1873, the End of Reconstruction, and the Realignment of American Politics , Université Paris Ouest Nanterre , The Journal of the Gilded Age and Progressive Era , 10:4 Oct. 2011, P.403.
(5) Barreyre ,Op .Cit. ,P. 407.
(6) الازمة المالية في فينا : في التاسع من أيار 1873 انهارت البورصة النمساوية في فيينا بسبب حالات الإفلاس المتتالية والتلاعبات الكثيرة ، وسلسلة الإخفاقات المتكررة لبنك فيينا، الأمر الذي تسبب في نقص الأموال المتوافرة لإقراض الشركات ، لتعلن بداية أسوأ انهيار مالي في أوروبا آنذاك. يراجع : ابراهيم محمد سلمان ، المصدر السابق ، ص 220-221
(7) Barreyre ,Op .Cit. ,P. 407.
(8) Redlich ,Fritz, The Molding of American Banking: Men and Ideas, (New York, 1968).P. 132.
(9) من الجدير بالذكر أن صدور قانون تأسيس الشركات الليبرالي في ألمانيا عام 1871ادى الى تأسيس شركات مالية جديدة مثل بنك دويتشة ، Bank of Dutchودمج بعض المؤسسات المالية القائمة مع بعضها ، ونزوح رأس المال الألماني الى مشروعات إعادة إعمار ما هدمته الحرب في فرنسا ، الى تشجيع المضاربة في البورصات ، لاسيما في قطاع السكك الحديدية ، والمصانع، وأرصفة الموانئ، وبناء السفن البخارية ، وانخفاض الطلب على الفضة دولياً ، ولكن هذا التوسع سرعان ما شهد تراجعاً ثم انهيار اً ، ففي برلين انهارت إمبراطورية السكك الحديدية المملوكة لرجل الأعمال الألماني بيتل هنري ستروسبيرج .. للمزيد يراجع :
- ابراهيم محمد سلمان ، المصدر السابق ، ص 220-221.
(10) Kindleberger, Charles P. , A Financial History of Western Europe, 2nded. (Oxford, 1993). P.57.
( ( Schouler ,James , History of the United states of America Under The Constitution ,Vol .VII .1865-1877 , New York , 1913. ,P. 231.
(12) Ibid. ,P. 231..
(13) Mecartney, Ray , “Crisis of 1873” , Unpublished Atheses of doctor of Philosophy , President to the Kansas State University, 1935, P.73.
(14) Klein ,Maury, The Life and Legend of Jay Gould (Baltimore, 1986), P.65–210
(15) Mecartney Op. Cit. , P. 17.
(16) Michael barga , The long depression (1873-1878) , http://socialwelfare.library.vcu.edu/eras/civil-war-reconstruction/the-longdepression/.
(17) Barreyre , Op. Cit. ,P. 408.
(18) Rhodes ,James Ford And other , ,History Of The United States From The Compromise Of 1850 To The Final Restoration Of Home Rule, At The South In 1877 , Vol. VII. , New York , 1906,P.48.
(19) ابراهيم محمد سلمان ، المصدر السابق ، ص219.
(20) Barreyre , Op. Cit. ,P. 408.
(21) Ibid. ,P. 408.
(22) Ibid. P.409.
(23) Ibid. ,P. 408.
(24) Ibid , P.409.
(25) 1Ibid. , P.409.
( 26) ومن الجدير بالإشارة على إنضمام عمال المزارع إلى ذلك الهياج الشعبي الذي أوقد ناره عمال المصانع, فإزدادت الدعوات إلى تمثيل سياسي عمالي اقوى وأكثر شمولا فنتج عن ذلك تأسيس عدة أحزاب عمالية بين عامي (1873-1875) . جسد ذلك التوجه مقالا لرئيس المنظمة العمالية المعروفة ب "فرسان العمال" المدعو جون دايفس ( John Davis) , لصحيفة "مِنبر العمال الوطني" ((The National Labor Tribune عام 1875 , حيث قال: "يا مزارعي الولايات الغربية, نحن نرحب بالساعة التي سنأخذ فيها بأيديكم, يا عمال المكائن في الوليات الشرقية, يا جيش العمال الضخم المتأهب لصد الخطر, إنهضوا وامتلكوا هذه الأرض, وهذه الحكومة" . أفضى ذلك إلى تشكيل حزب عمالي جديد عرف بحزب العمال لداعمي الدولار الاخضر , في العام 1878 , الذي اعيد تشكيله على غرار حزب داعمي الدولار( The Greenback Party), المتشكل مسبقا في ولاية انديانا منذ 1871 . واستطاع الحزب الجديد حصد العديد من الأصوات خلال الانتخابات البرلمانية عام 1878 , مرسلاً خمسة عشر عضوا إلى الكونغرس, كقوة سياسية ضاغطة. للمزيد يراجع :
- حيدر ناظم شاكر الكيِّم ، حزب العمال الأمريكي ودوره في السياسة الأمريكية (1936 – 1956) ، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية التربية ، جامعة واسط ، 2014، ص12-13.
(27) Schouler , Op. Cit. ,P. 231.
(28) Ibid.,P. 238.
(29) Church ,William Conant , Ulysses S. Grant and the Period of National Presrrvation and Reconstruction , New York , 1897, p.405.
(30) Ibid. , p.406.
(31) Veto Message on Monetary Legislation (April 22, 1874)
https://millercenter.org/presdent/speeches
(32) The Veto,” Harper’s Weekly, May 9, 1874.
(33) Barreyre , Op. Cit. , P.415.
(34) Seip ,Erry L., The South Returns to Congress: Men, Economic Measures, and Intersectional Relationships, 1868–1879 (Baton Rouge, 1983), PP.. 93-109.
(35) Mecartney, Op. Cit. , P. 47.
(36) Ibid. , P. 47.
(37) Mecartney, Op. Cit., P.49.
(38) Church Op. Cit. , p.409.
(39) Ibid .P. 409.
(40) Mecartney, Op. Cit. , P.65.
(41) Message APP.roving Specie Resumption Act (January 14, 1875) , https://millercenter.org/presdent/speeches
(42) اصبح هذا القانون ساري المفعول في عام 1879 وادى الى ثقة اصحاب الاموال بالعملة الامريكية ، لكنها اثرت على المدينين . يراجع : - محمد محمود النيرب ، المصدر السابق ، ص284.
(43) ابراهيم محمد سلمان ، المصدر السابق ، ص 225-226 .
(44) Smith ,Jean Edward , Grant ,New York ,2001, P.476.
(45) Church, Op. Cit. , p.409.
(46) Summers ,Mark W., Railroads Reconstruction and the Gospel of Prosperity: Aid under the Radical Republicans, 1865–1877 (Princeton, 1984) , P.67.
( 47) لتفاصيل أكثر عن بداية ونشأة ذلك الحزب يراجع : حيدر ناظم شاكر الكيِّم، المصدر السابق.
(48) Barreyre , Op. Cit. ,P.