الإشارات السيميائية في الشعر الحسيني - شعر مصطفى جمال الدين انموذجاً-

الملخص

ثمة تأملات وأنت تلجُ قصائد الشعر الحسيني, ولا سيما عند الاشتغال مع رائعة من روائع هذا الشعر تلك القصائد المتعشقة بحب الإمام الحسين (ع ) جسداً, وروحاً, فهي مبعث للتأمل والتفكير, والبقاء والخلود, ورمزاً للايحاءات والاشارات التي نجح الشاعر في جعلها لوحةً اعادت الواقعة من جديد وسارت بها إلى آفاق معرفية أخذت أبعاداً فلسفية, ودينية, ونفسية, إذ تنساب احداث واقعة الطف في أبيات القصيدة بلوحة فنية رسمتها فرشاة الشاعر, لتنسج خيوط الاحداث وتبثها على مسرح الازمنة فتنساب لتُنبئ عن معالم نفسية, وأخرى رمزية , مُتكئة على مفردات سكنت الأبيات بصورة (جمل وتراكيب) حاملة معها اشارات دلالية وهذا ما لمسناه في شعر الشاعر مصطفى جمال الدين , إذ رسمت قصائده الحسينية الواناً أشارية امتزجت بعضها مع البعض الآخر في لوحة سيميائية لتمنحها بعداً دلالياً للأحداث القادمة, وهذه العلامات التي ارتبطت بعضها مع البعض الآخر في فضاءات النص شغلت ارتباطاً بين مستوى العمق الدلالي مقابلة بالمستوى السطحي تربعت هذه العلامات على عرش النص لتأتي بأشكال مختلفة جاءت على شكل اشارات مكانية, وأخرى زمانية, وثالثة لونية, والأخيرة كان لها الحظ الأوفر في أبيات القصائد, ولعل سبب ذلك يرجع إلى تفاصيل الاحداث التي لعب بها اللون دوراً حياً ولا سيما اللون الأحمر الذي كان رمزاً  للاستشهاد, والتضحية, فضلاً عن اللون الأبيض الذي كان رمزاً للحق , والعدل , والنصر مثلاً . ومن هذا المنطلق تأسست فكرة الدراسة إزاء نقطة اشعاع دلالية جعلت النص الأدبي حياة مُفعمة بالإشارات المُستحقة للدراسة الدقيقة إذ تكمن روح التمرد في داخل النص تلك الروح التي أصبحت مناراً ثائراً تعاقبتهُ الأجيال لغرس بذور التحرر من القيد المتمثل بالاستعباد , والذل إلى المطلق المتمثل بالعدل, والمساواة . وقد أخذ البحث على عاتقه : مناقشة وعرض الرؤى والأفكار لكل العلامات السيميائية التي وردت في النص الشعري , والتي شكلت عبرها شرحاً للأحداث المرافقة للواقعة , فضلاً عن انعكاس تأثيرها على واقع الأمة الإسلامية عبر تأريخها إلى يومنا هذا  .