المناطق الاقليمية الخالية من الاسلحة النووية (معاهدة القطب الجنوبي – انتاركتيكا) انموذجاً

الملخص

تعد معاهدة انتاركتيكا والتي وقعت عام 1959  من المعاهدات الدولية المهمة التي تنوعت موضوعاتها وتشعبت بتنوع وتعدد الدول الموقعة عليها، فهي تعد بحق واحدة من اهم المعاهدات والاتفاقات الدولية التي حققت نتائج مهمة وجنبت العالم مزيد من الصراعات والحروب، وربما مرد ذلك لا يرجع فقط لنوايا الموقعين عليها فحسب، بل يعود كذلك لقيمتها عند الجميع لاسيما مع ما حققته لهم من مزايا ومنافع بعضها استراتيجي ومهم للغاية، فالمعاهدة ركزت  في الكثير من بنودها على ضرورة تجنيب قسم مهم من العالم أي المنطقة القطبية ان تصبح جزء من منظومة الصراع الدولي وما قد ينتج عن ذلك من حروب ودمار .

وقد عززت المعاهدة فرص خلق مزيد من المناطق الدولية منزوعة السلاح،  وربما مهدت لتقليل سباق التسلح العالمي ,ولكن مع سلميتها , غير انها لم تخلوا من تسابق لمد النفوذ بصورة او بأخرى لاسيما بين الدول الثلاث الكبرة الولايات المتحدة الامريكية ، روسيا ، والصين، لاسيما في السنوات الاخيرة والتي شهدت محاولات غامضة من بعض تلك القوى تحت مسمى الكشف العلمي.

ان ثبات تلك المعاهدة يسمح للمجتمع الدولي بتوسيع خيارته السياسية باتجاه الحل السلمي للمشاكل عبر اقامة منظومة من المعاهدات والاتفاقات الدولية .