علي شريعتي - طروحاته الفكرية في التجديد والإصلاح

الملخص

إِنَّ الحديث عن وقائع التاريخ الإيراني المعاصر خلال العقدين اللذين سبقا الثورة في عام 1979 لا يمكن تدوينهما بالشكل المألوف دون التوقف عند مواقف وأفكار الدكتور علي شريعتي، بوصفه عالماً ومفكراً سياسياً ودينياً بارزاً، ومعلّم إسلامي ثائر، فمن خلال الاطلاع على ما كتبه في مؤلفاته أو مما أفرغه طلبته من أشرطة محاضراته التي ألقاها في الجامعة أو في حسينية الارشاد يبدو أنَّ الرجل حاول أن يقدم قراءة جديدة للإسلام، منطلقاً من اعتقاده الراسخ بأنَّ واجبه الشرعي يحتم عليه أن يشرح الإسلام الثوري الأصيل للمجتمع الإيراني الجديد، لذا نجده يطرح أيديولوجية مقابلة للماركسية والليبرالية، وهي أيديولوجية العودة إلى الذات الإسلامية الأصلية، بعد تجريد الإسلام من التخلف والخرافات العالقة فيه وتحويله إلى دين واعٍ نقدي بدلاً من الدين التقليدي القائم على الخضوع والتردد.

ولجدة الأفكار التي دعا إليها شريعتي، عُدَّ من بعض الكُتّاب والمفكرين بأنه من أبرز منظري وأيديولوجيي الثورة الإسلامية في إيران، كما أنه كان أحد أهم المؤثرين في إحياء الفكر الإسلامي وتعميم الإسلام بوصفه أساساً لنهضة فكرية وثقافية، بل أُرجع إليه الفضل في إشراك الشباب الإيراني المثقف في أحداث الثورة الإسلامية في إيران.