تأديب الاطباء العاملين في الإدارة الصحية العامة في التشريع العراقي

الملخص

غنيٌ عن البيان أن التأديب يُعد أحد الضرورات التي تقوم عليها كافة المجتمعات المنظمة, حيث أن كُل مجموعة اجتماعية تقوم على أسس يجب أن تحافظ عليها وتحميها لتحقيق أهدافها ورسالتها وبخلاف ذلك تتعرض للمساءلة, والاطباء هم بشر يجري عليهم ما يجري على سائر البشر فيهم من يصيب وفيهم من يُخطئ لذا أقر التشريع العراقي والمقارن بصدد ممارسة مهنة الطب آلية مساءلة الاطباء انضباطيا عن أعمالهم التي تُشكل إخلالاً بوظيفتهم الطبية  وفق قواعد واجراءات خاصة سيما وأنهم يقومون برسالة سامية .

تبرز أهمية البحث في هذا الوقت لأننا في عصر امتلأت فيه المجتمعات بالاخطاء الطبية التي اخذت تضرب صحة الانسان وتهدد حياته وحياة افراد عائلته ,وإذا كان التأديب يمثل بصفة عامة ضرورة لكل حياة اجتماعية منظمة , فأن الهدف من تأديب الاطباء هو كفالة حسن سير مرفق الصحة العامة من خلال تقويم وإصلاح السلوك غير السوي للطبيب المنحرف ومنعه من العودة إلى ارتكاب الخطأ مرة أُخرى من خلال ما يوقع عليه من جزاءات تأديبية, ولا يتحقق مغزى البحث إلا أن تتم الموازنة بين هدفين يكادا يكونا متعارضين أولهما : الحرية التي ينبغي أن يتمتع بها الطبيب عند ممارسته لمهام وظيفته وثانيهما : مصلحة المجتمع التي تقتضي إصلاح الضرر الذي لحق بالمضرور والناجم عن العمل الغير مشروع للطبيب لكن محاولة التوفيق بينهما وأن كانت واجبة إلا أنها صعبة التحقيق , ولا يكون الطبيب معينا للمجتمع إلا إذا كان عمله ضمن الأُطر التي رسمها القانون ومن ثم يستطيع ان يبث الطمأنينة في نفوس المرضى الذين يحتاجون للعلاج مما الم بهم من امراض . وفي هذا البحث سنعرض لاركان المسؤولية التأديبية للاطباء في الإدارة الصحية العامة وذلك في مطلب أول ثم نعرج للبحث في آثار تلك المسؤولية وذلك في مطلب ثانِ . وكما يأتي :

• المطلب الاول : أساس المسؤولية التأديبية للعاملين في الإدارة الصحية .
• المطلب الثاني : آثار المسؤولية التأديبية للعاملين في الإدارة الصحية .