السعادة الروحية في المحبة الإلهية
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol2.Iss29.1359الملخص
إن دراسة أية فكرة من الأفكار العقلية تستدعي الوقوف على عناصر الالتقاء والافتراق بين بعض الأفكار، لذا من الممكن إن نجد لها حدوداً عقلية تتصف بها عناصرها التابعة في معانيها والتي يُستشف منها إدراكاً إنسانياً تتحدد فيه قيمة هذه الفكرة أو تلك ، فما ضنك بتجربة روحية من نوع باطني عالي ,لا يتصف فيها إلا الُندر من النوع الإنسان الذين اختصهم الله برحمتهِ، وأطلعهم على معادن العزة والكرامة من غيبة، فمنهم من ترجمة بلسان المقال وآخرون كان ترجمانهم لسان الحال ، وآخرون تركوا الكلام اذ لا يمكن للألفاظ إن تحاكي المعاني فتجربتهم لا توصف بمقال أو حال إذ هي ابلغ من كلاهما فكان الصمت احجى لهم من الكلام .
لذا جاءت فكرة السعادة لتقض مضاجع الكثير من الباحثين مابين مؤالف ومخالف كما تقتضيها طباعها الأشياء, اذ من غير الممكن إن يتفق أصحاب الرؤى المادية في تطلعاتهم مع أصحاب التوجهات الروحية العالية في مبانيها ومعانيها لكن الحق أقول إن كلا المسارين يتفقان على ان مفهوم السعادة واحد لكن له مراتب تختلف بين الشدة والضعف.
البحث عبارة عن مقدمة وتمهيد وبحث واحد يحتوي على أربعة مطالب: المطلب الأول الحب لغة, آما المطلب الثاني الحب اصطلاحاً آما المطلب الثالث فتناولت فيه المحبة الإلهية عند السيد المسيح (ع ) وتضمن بعض الإشارات إلى المعاني الروحية عنده, آما المطلب الرابع فتناولت فيه الأبعاد الروحية للسعادة في الذوق الشعري عند العرفاء والصوفية.
أملا إن يكون منهلاً منه يغترف الباحثون ولا ادعي كمالاً بل عملت بقدر الاستطاعة مع قلة البضاعة ومن الله التوفيق .
المراجع
(*)قال الراغب في مفرداته : الشقاوة خلاف السعادة ، وقد شقي يشقي شقوة ، وكما أن السعادة في الأصل ضربان أخروية ودنيوية ، ثم الدنيوية ثلاثة أضرب :
نفسية . وبدنية ، وخارجية . كذلك الشقاوة على هذه الأضرب ، وهي الشقاوة الأخروية قال عز وجل " فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى " ( 2 ) وقال " رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا " ( 3 ) وفي الدنيوية " فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى " ( 4 ) قال بعضهم : قد يوضع الشقاء موضع التعب ، نحو شقيت في كذا ، وكل شقاوة تعب وليس كل تعب شقاوة ، فالتعب أعم من الشقاوة.ينضر
المجلسي,محمد ت1111 ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار,ج3تحقيق : السيد مهدي الرجائي , مطبعة الخيام - قم1406ص 610
(1)عبد الفتاح ,سيد صادق ,السعادة كما يراها المفكرون, موسسة عز الدين ,بيروت لبنان ص10.
(2)القمي علي ابن بابويه ,ت329 , فقه الرضا ,تحقيق : مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ط1- قم المشرفة سنة الطبع : شوال 1406ص354.
(3) الفيض الكاشاني,محسن,ت1091, الوافي,ج17 ,تحقيق : مركز التحقيقات الدينية والعلمية في مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (ع)الطبعة : الأولى المطبعة : طباعة أفست نشاط أصفهان ,سنة الطبع : شهر شوال 1412 ه . ق ، ص422.
)عبد الفتاح, سيد صادق,السعادة كما يراها المفكرون,ص104(
(5)الفاضل الهندي ,كشف اللثام, ت1137,ج11,ط1,تحقيق : مؤسسة النشر الإسلامي النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1424 ص345.
(6)كامل, وجدي, سر السعادة, ط1,دار الأمين ,مصر,1995,ص8.
(7) المجلسي ,محمد,ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار,ج3,تحقيق : السيد مهدي الرجائي, مطبعة الخيام - قم1406 ص611.
(8)نفس المصدر
(9) الزاوي، الطاهر، أحمد، مُختار القاموس، الدار العربية للكتاب، ليبيا – تونس، ص125.
( 10) القزويني، أحمد بن فارس، (ت395هـ)، مقاييس اللغة، ج2، ص26.
(11) صليبا، جميل، المعجم الفلسفي، ط1، ذوي القربى، إيران، 1385، ص439-440.
(**) مقولة سبينوزا عن الخير الأسمى الذي اذا تم تتحقق سعادتنا ونجاتنا وخلاصنا وحريتنا، وهو حب أساسية المعرفة العيانية بالله، وطالما الإنسان يعقل الله، والله أبدي، فحب الإنسان لله عقلي وأبدي. ينظر: الحفني، عبد المنعم، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، ط3، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2000، ص275.
( 12) صليبا، جميل، المعجم الفسلفي، ص441.
(13 الحلاج، الحسني بن منصور، (ت 309 )، الديوان ،جمعهُ وصححهُ: قاسم محمد عباس، ط2، دار الريس، 2002، ص244.
(***) هنالك العديد من الشواهد على ذلك في الإسلام كما عن (أبي عبد الله الحسين (ع) في لحظة من لحظات الصراع في كربلاء رأته أخته زينب (ع) يبكي فقالت له : مالك تبكي؟ فأجابها: أبكي لهؤلاء القوم يدخلون النار بسببي)، وهذا القلب الرؤم الذي حتى على ما جاءوا لقتله يحمله الحب للبكاء عليهم، لما لهُ من المعرفة في أن حياتهم يجب أن تكون أرفع وأسمى من ما هم فيه، فهذه الدنيا دار اختبار وامتحان تنتقل بأهلها من حالٍ إلى حال.
( 14) الأنصاري، عبد الرحمن، مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب، تحقيق: هـ. ريتر، دار صادر، بيروت، ص21.
(15) فايز، فارس، علم الأخلاق المسيحية، دار الثقافة، ب. ت، ، ص67.
(16)السراج,جعفر,مصارع العشاق,ج 2,دارصادر,بيروت,1958,ص172.
(17) الشبيبي، كامل مصطفى، (ت2006)، الحب العذري، ط2، دار المناهل، بيروت، 1997م ، ص99-100. ينظر: إبراهيم، عبد المجيد، قصص العشاق النثرية في العصر الأموي، القاهرة، 1972، ص332.
( 18) فيربروج، فرلين، القاموس الموسوعي للعهد الجديد، ص285.
( 19) مجموعة من الباحثين، التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، ص2722.
(20) صفة المحبة الإلهية في النصرانية، رسالة ماجستير، إشراف: د. لصف الله عبد العظيم للعام الدراسي 1429- 1430م ، ص37.
( 21) متى 22 : 34 – 40.
( 22) لوقا 101 : 25- 28.
(****) ورد في أنجيل مرقص إفاضات أكثر عند هذا السؤال "إي ليسأله أحد الكتبة "اية وصية هي أولى الوصايا جميعاً" فأجابه يسوع: "أولى الوصايا جميعاً هي: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد – فأجب الرب إلهم بكل قلبك وبكل نفسك وبكل فكرك وبكل قوتك هذه هي الوصية الأولى... فقال له الكاتب "صحيح يا مُعلم أحسب الحق تكلمت، فإن الله واحد وليس آخر سواه. ومحبته بكل القلب وبكل الفهم وبكل القوة، فلما رأى يسوع أنه أجاب بحكمة. قال له لست بعيداً عن ملكوت الله"، ينظر: أنجيل مرقص (12: 28 - 34). وفي هذه الآيات دلائل ظاهرات وبراهين ساطعات على وحدانية الله لا ثلاثية كما هو وارد في قوله (الرب إلهنا رب واحد) وليتهم ينتبهون مما هم فيه من شرك وظلال.
( 23) اليسوعي، هنري بولاد، أبعاد الحب، ترجمة: ممدوح صدقي، ط1، دار المشرق، بيروت، ص186.
(24) منصور، يعقوب إفرام، الموجز في التصوف المسيحي والزهدي، وبعض أبرز أعلامه، ط1، مطبعة الديوان، بغداد، 2007، ص31.
( 25) الحلاج ,الحسين ,الديوان,ص61.
( 26) المدني، محمد إبراهيم، الحب في الله، دار الإيمان، الاسكندرية، ص10، وللمزيد يراجع جار الله، مها يوسف، الحب والبغض في القرآن الكريم، د. محمد نوح، رسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، الكويت، نوقشت في 7/3/1999، ينظر: الأقرع، عبد بن أحمد، الحب في الله ثمراته وأسبابه، قدم له ابو بكر الجزائري، ط1، دار ابن رجب، 2005، مجموعة من الباحثين، الحب في الله والبغض في الله ط1ن 1994ن ينظر: حمود، خضر موسى، الحب والكراهية في كتاب الله وسنة نبيه، ط1، عالم الكتاب، بيروت، 2004. الحميد، عبد الكريم بن صالح، الحب في الله، ط1، دار النفيس، الرياض، 1992م.
( 27)يوحنا: 41: 16 .
****** إن هذا النص هو اخطر النصوص التي أوردها يوحنا, ولها من الأهمية الكبيرة في العقيدة المسيحية, حيث يرى أن في هذا النص إعلان عن الطبيعة الإلهية لذات وتوضيح لأهم جوانبها, إذ دلّ يوحنا على اتصاف الله بصفة المحبة وليس ذلك فقط, بل تعداه إلى جعل الذات الإلهية تحوي المحبة كاملة بكل علاقاتها, فهو المحبة بصورة تامة. كما جاء في بعض القواميس الكتابية القول ((ليس الله مجرد محب بل هو الحب ذاته, فالحب هو ذات طبيعته, ومنه تشع هذه الطبيعة لتكون المجال الذي يعيش فيه أولاد الله)) (( لقد لخص كاتب رسالة الوحي المسيحي بقوله (الله محبة) . ينظر: مجموعة من الباحثين- دائرة المعارف الكتابية(3/8) وأيضا مجموعة من الباحثين - قاموس الكتاب المقدس , ص1113 .
(27)أوغسطين, خواطر فيلسوف في الحياة للقديس أغوسطينوس, نقلها إلى العربية الخوري يوحنا الحلو , ط8, دار المشرق, بيروت, 2008, ص11.
29) الحلاج, الحسين بن منصور, ديوان الحلاج, جمعه وقدم له د. سعدي ضناوي, ط1, دار صادر, بيروت, لبنان, 1998, ص44 .
(******)الامام علي ,نهج البلاغةج 7,ط1تحقيق : شرح : الشيخ محمد عبده, النهضة – قم1412,,ص228
(28) أوغسطين, الاعترافات, نقلها إلى العربية الحور أسقف يوحنا الحلو, ط8, دار المشرق, بيروت, 2007, ص197 .
(29) رسالة يوحنا الأولى, 4: 7-10 .
(30) متى, 22: 40, ورد ذات النص في مرقس(12: 28: 32) .
) 31).مرقس:28:12-34
(32) تانكره, أدولف, خلاصة التصوف المسيحي, (المبادئ): ترجمة الارشمندويت, يوسف فرح, المطبعة الكاثوليكية, بيروت, 1956, ص125 .
(33) لوقا: 6: 27-31 .
(34)يوحنا: (14-15) .
(35)يوحنا(14-21) .
(36) تانكره, أردلف, خلاصة التصوف المسيحي, ص125 .
****** الانجيل ، متي ، 10 :39
(37) الكناني ، ناجي حسين ، المعرفة الصوفية ( دراسة فلسفية في مشكلات المعرفة ) دار الجيل ، بيروت ، ص 201.
(38) الكناني ، ناجي حسين ، المعرفة الصوفية ( دراسة فلسفية في مشكلات المعرفة ) ، بيروت ، ص 201.(39) السهروردي ، شهاب الدين ، هياكل النور ، تقديم محمد علي ابو ريان – ط 1 ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر ، ص 74 .
( 40) السهروردي - شهاب الدين ، مجموعة مصنفات شيخ الاشراق ، كتاب كلمة التصوف ، تصحيح د . نجف قلي حبيبي ، شهر اب ، ص 137 .
( 41) السهروردي ، الديوان ، جمعه وحققه وعلق عليه د. الشيبي ، ص 54-55 .
( 42) اللجاني , عبد الرحمن بن يوسف , قطب العارفين في العقائد والتصوف , تحقيق وتقديم , د. محمد الديباجي , بيروت , ص162
(43) السهروردي ، الديوان ، جمعه وحققه وعلق عليه د. الشيبي , ص54 .
( 44) الشيبي ، كامل ، شرح ديوان الحلاج ، مكتبة النهضه ،بغداد 1394 هـ ،1974 م. ص202 , * :- الموله اسم فاعل للوله وهو ذهاب الفعل والتحير من شدة الوجد .
(45) الشيبي ، كامل ، ديوان الحلاج ، ص 61 .
(46) الشهيد الثاني,الرسائل, ت965 ج, 2 ط1,تحقيق : رضا المختاري, مطبعة مكتب الإعلام الإسلامي, الناشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي - قم – ايران,سنة الطبع : 1422 - 1380 ش ص804
(47)نفس المصدر