اشكالية السعادة والقلق في ظل التقنية بين مارتن هيدجر واولريش بيك
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol1.Iss32.1245الملخص
يتجلى البحث عن السعادة بما توفره القيم الاخلاقية من أسس وقواعد تُمكّن الفرد من السلوك نحو تحقيق السعادة والخير لذاته والاخرين, وهذا لا يقتصر على مشروع إيدلوجي محدد بل تشترك في ذلك مجالات ومشاريع مختلفة, وهذا ما تعهد العلم بتحقيقه للأفراد من المتعة والرفاهية بوساطة التكنلوجيا والتقنية , التي بإمكانها تخليص الأنسان من الواقع التعيس أو المعاناة, فالدراسة هذه لا تختص بماهية السعادة مفهوماً ودلالات , بقدر ما هو توضيح وتفكيك لمنطق الوهم الذي قامت عليه هذه المشروعات الايدلوجية , إذ أن التكنلوجيا والتقنية مثلما اختزلت الكثير من الوقت, والتقريب بين المسافات, والانجازات العلمية الهائلة التي خدمت الأنسان, إلا إنها في ذات الوقت استوعبته , ليتحول الى هامش على ما جاء به العلم, بعدما كان مركزًا يحرك الطبيعة والعلم معاً, ليتبدد جهده الى هيمنة يخضع لها, ومن كونه منتج الى مستهلك فحسب.
أن تطور الجانب التطبيقي للعلوم فيما يخص الأجهزة التقنية التي ابُتكرت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر أدى الى التطرف والمغالاة في النظر الى نتائح هذه العلوم , إذ غيرت التطبيقات العلمية وجه الحياة في العالم كاختراع التليفون والتلغراف والتصوير الفوتغرافي والسينما والسيارة ...الخ. وكانت نتيجة ذلك سيادة نوع من الايمان المتطرف بالعلم , وصل إلى حد الاعتقاد بأن العلم الدقيق والمعرفة العلمية الدقيقة ووتطبيقاتها التقنية هي وحدها القادرة على أن تاخذ بيد البشرية في الطريق الموصل الى السعادة والكمال , متجاهلة بذلك ما يمكن أن يقدمه الفن أو الشعر أو الادب أو الأستبصار الاخلاقي [i].
لم يتوقف تطور التقنية على اختزال دور الانسان بل عملت على أعادة انتاجهُ وفق ما تخطط له وما تتبعه, وذلك من بث البرامج العلمية والاجتماعية , إذ يتحول تفكير الأنسان من ما هو جوهري ومن كَونهُ خليفة يحمل رسالة انسانية, لم يكلف بها إلا هو على سائر الموجودات الى تحجيم وجوده وغاياته في اشباع الرغبات فحسب, ولا تكون السعادة إلا بهذا المعنى. لكن الأسئلة التي يمكن بحثها في مدى اخفاق التقنية في تحقيق السعادة. والانحراف عن ما جاءت به, وهذا ما نبحثه على مستوى العرض والتحليل والنقد عند فلاسفة وعلماء اجتماع وهو على سبيل الايجاز وليس الحصر كل من( مارتن هيدجر1889- 1976م, اولريش بيك 1944- 2015م).
[i] - زكريا , فؤاد : التفكير العلمي , سلسلة عالم المعرفة يناير 1987 ص147.ِ
المراجع
1- ابراهيم أحمد: إشكالية الوجود والتقنية عند مارتن هيدجر منشورات الاختلاف الجزائر, الدار العربية للعلوم –ناشرون , بيروت الطبعة الاولى 2006 .
2- أولريش بيك: مجتمع المخاطرالعالمي (بحثاً عن الامن المفقود) ترجمة : علا عادل , هند ابراهيم, بسنت حسن , المركز القومي للترجمة , الطبعة الاولى 2013.
3- ـــ: هذا العالم الجديد ( رؤية مجتمع المواطنة الجديد ) ترجمة : د, ابو العيد دودو, منشورا دار الجمل , الطبعة الاولى كولونيا 2001 .
4- ـــ : السلطة والسلطة المضادة ( في عصر العولمة) ترجمة د. جورج كتورة . د. إلهام الشعراني . المكتبة الشرقية بيروت, الطبعة الاولى 2010.
5- ـــ: : ماهي العولمة ؟ ترجمة د. أبو العيد دودو منشورات الجمل بيروت – بغداد الطبعة الثانية عام 1999 .
6- أميل برييه : اتجاهات الفلسفة المعاصرة , ترجمة : د محمود قاسم . مراجعة د: محمد محمد القصاص , منشورات دار الكتاب للنشر والطباعة والتوزيع, المكتبة العامة , جامعة الاسكندرية, سنة النشر 1998 .
7- جان فرانسوا دوريتي: فلسفات عصرنا تياراتها , مذاهبها ,أعلامها , وقضاياها . ترجمة: إبراهيم صحراوي , الدار العربية للعلوم ناشرين , منشورات الاختلاف . الجزائر الطبعة الاولى 2009.
8- زكريا ابراهيم : دراسات في الفلسفة المعاصرة , مكتبة مصر .
9- طوني بينيت – لورانس غروسبيرغ – ميغان موريس : مفاتيح اصطلاحية جديدة (معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع) , ترجمة:سعيد الغانمي , المنظمة العربية للترجمة , مركز الدراسات الوحدة العربية الطبعة الاولى بيروت 2010.
10- ليزا بورتولوتي : الفلسفة والسعادة , ترجمة وتقديم أحمد الانصاري , مراجعة
حسن حنفي المركز القومي للترجمة القاهرة الطبعة الاولى 2013 .
11- محمد سبيلا , عبد السلام بنعبد العالي الحداثة الفلسفية (نصوص مختارة) الشبكة العربية للأبحاث والنشر ط1,بيروت 2009.
12- مارتن هيدجر : التقنية - الحقيقة – الوجود . ترجمة محمد سبيلا , عبد الهادي مفتاح المركز الثقافي العربي لاتوجد سنة نشر.
13- ــــ نداء الحقيقة ترجمة د: عبد الغفار مكاوي – كلية الاداب جامعة القاهرة , دار الثقافة للطباعة والنشر , القاهرة عام 1977.
14- فؤاد كامل : أعلام الفكر الفلسفي المعاصر , دار الجيل بيروت , الطبعة الاولى 1993
15- فؤاد زكريا : التفكير العلمي سلسلة عالم المعرفة يناير 1987 .
16- هربارت ماركيوز , الانسان ذي البعد الواحد ترجمة : جورج طرابيشي دار الاداب , بيروت ط3 1988 .