موقف الفكر الإسلامي المعاصر من المنجز الفلسفي الكانطي

المؤلفون

  • عمار عبد الكاظم رومي, أ.م.د. كلية الآداب/ جامعة بغداد

DOI:

https://doi.org/10.31185/lark.Vol1.Iss32.1240

الملخص

 

مقدمة:

يمكن تصنيف الفكر الإسلامي المعاصر ، بوصفهم نتاج منظومة العقل العرفاني1 ، الذي يؤمن بأسبقية الحدس على العقل، و لكن هذه المنظومة العرفانية الخاصة بهذه الطبقة ، تقف بمقابل منظومتي البيان2 و البرهان3 ، و التي تحركت من خلالهما الكانطية العربية . و لكن هذه المنظومة أذا كانت تشكل الاطار العام للتفكير لدى محمد حسين الطبطبائي 4 و مرتضى مطهري 5 و محمد باقر الصدر 6 ، و لكنها لا تعني بذات الوقت ، الالتزام الحرفي بمتطلبات العقل العرفاني ، او نفي بعض الاراء الفلسفية التي تؤشر فروقات في الاليات و المنهج و الغاية ، و هذه الاختلافات التي ترجع بشكل اساسي الى التعديل الذي طرأ على منظومة العقل العرفاني في مرحلة السينوية7 الى التغيير الذي حدث العقل العرفاني في مرحلة الشيرازية8. و أن مفكري الطبقة الكانطية الاسلامية اقرب الى اللحظة الشيرازية من العقل العرفاني الى اللحظة السينوية من العقل العرفاني ، و فيه تم الاقتراب بشدة من منظومة البرهان ، فاصبحت هذه الطبقة من المفكرين ، تشتغل بمنظومتي العرفان و البرهان ، فتم تأسيس العرفان على البرهان ، بمعنى انه قد أصبحت المعرفة الجديدة قائمة على معطيات و مسلمات وبديهيات ، يمكن البرهنة عليها منطقيا وفلسفيا ، و هذا التأسيس الجديد الذي طرأ على منظومة العقل العرفاني ، في تعاطي طبقة الكانطية الاسلامية . فقد عانت الكانطية الاسلامية  من التشكل في ثلاثة ادوار ، من التعاطي مع النص الكانطي ، و هذه الادوار الثلاثة ، قد كان فيها التأكيد على اهمية القراءة الانطولوجية ، أي بمعنى اعطاء دور مضاعف للبعد الوجودي للفلسفة الكانطية، من دون الاهتمام كثيرا بالبعد الابستمولوجي ، وهذه الادوار الثلاثة هي لحظة محمد حسين الطبطبائي ، أي الدور الاول للقراءة الانطولوجية للنص الكانطي ، في هذا الدور الاول ، تعاطى طبطبائي مع النص الكانطي كما هو ، من دون الدخول في مناقشة او تحليل او نقد ، و انما اخذ النص كما هو ، باعتباره مسلمة من مسلمات التفكير ، و لكن هذه المسلمة ، احيانا تدرس من خلال الرؤية الشيرازية للمعرفة . و اما الدور الثاني ، و هي لحظة مطهري ، فقد غادرت هذه اللحظة ، لحظة الطبطبائي ، فقد مارس مطهري اعادة قراءة للمنجز الكانطي ، فلم يكتفي فقط بالعرض، الذي حدث في اللحظة الاولى ، و ايضا وضع مطهري اشارات حول النص الكانطي و جهازه المفاهيمي . واما في الدور الثالث، وهي لحظة محمد باقر الصدر ، فقد تم فيها مغادرة اللحظتين السابقتين ، أي لحظة العرض مع الطبطبائي و لحظة اعادة القراءة مع مطهري ، الى لحظة النقد . وكان هذا النقد الموجه الى النص الكانطي ، نقدا يتعاطى مع النص الكانطي من خلال النص الشيرازي ، فكان النقد ، نقدا للرؤية الانطولوجية للعالم ، و الى امكانية المعرفة و حدودها ، لدى كانط .

المراجع

هوامش و مصادر :
منظومة العقل العرفاني . هو في جانب منه موقف من العالم ، موقف نفسي و فكري و وجودي ، بل موقف عام من العالم يشمل الحياة و السلوك و المصير ، و الطابع العام الذي يسم هذا الموقف هو الانزواء و الهروب من العالم و التشكي من وضعية الانسان فيه و بالتالي الجنوح الى تضخيم الفردية و الذاتية ، تضخيم (( العارف )) ل (( أنا )) . ينطلق هذا الموقف ، أول ما ينطلق ، من القلق و الشعور بالخيبة ازاء الواقع الذي يجد (( العارف )) نفسه ملقى فيه : الواقع الذي يعيش كنفس مقيدة في بدن ، و كفردية مؤطرة في العالم له شرا كله و تصبح مشكلته الوحيدة هي مشكلة الشر في العالم : لماذا كان العالم يحتوي على الشر ؟ لماذا يطغى فيه الشر ؟ و ما مصدره ؟ من الوعي بهذه (( الوضعية )) يبدأ الموقف العرفاني ، و من اعلان رفض هذه الوضعية ينطلق : اولا بابداء التضايق و الشكوى منها ثم باعلان الكراهية و العداء لها انتهاء بالتشهير بها و التمرد عليها . و العارف اذ يرفض هذه الوضعية بوصفها واقعا خارجيا برفضها أيضا كشعور داخلي : برفضها كشروط حياة و يرفض نفسه كوجود خاضع لهذه الشروط . ومن هنا احساسه بالغربة بصورة مضاعفة : يشعر بنفسه غريبا في عالم يراه غريبا عنه تماما ، فيتجه الى تمييز نفسه عن هذا العالم ، الى الانفصال عنه و القطيعة معه ، و من هنا تلك العبارة التي ترددت على لسان كثير من (( العارفين )) القدماء : (( اذا كنت في العالم فأنا لست منه)) ، أنا غريب فيه و غريب عنه.
ينظر – الجابري ، محمد عابد : بنية العقل العربي – دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية . مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت – لبنان ، الطبعة الثامنة ، 2007 ، ص 255 – 256 .
2- البيان لقد اختلف المفسرون في تحديد مدلول البيان ،...، فقيل : إنه أسماء كل شيء ، و قيل اللغات كلها ،وقيل :بيان الحلال من الحرم و الهدى من الضلال ، وقيل :الكلام و الفهم وقيل لسان كل قوم الذي يتكلمون به وقيل الكتابة و الخط بالقلم . و ذهب الزمخشري الى ان البيان ههنا : ما يميز الانسان عن سائر الحيوان ، و هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير . و مما يحسم هذا الخلاف و ينتهي به الى ما يشبه اليقين أن القرآن الكريم في هذا الموضع منه لم يستعمل مصطلح اللغة و اللسان و الكلام و المنطق و غير ذلك أن هذا المدلول تدل عليه كلمة البيان نفسها . و هذه الدلالة في ضوء الدراسات اللغوية العلمية و البحوث البلاغية و النقدية القديمة و المعاصرة لا تتعدى الملكة التي خلق الله تعالى عليها الانسان كائنا قادرا على التعبير عما في نفسه و التأثير فيمن حوله من بنى جلدته ، فمدلول كلمة البيان الاصطلاحي بين يدي القرآن الكريم و في فجر القرن الاول للهجرة هو ملكة التعبير و نتاج هذه الملكة من فن القول . و نلتقي في الحديث النبوي الشريف بكلمة البيان في موضعين رئيسيين . أولهما : ما روي عنه صل الله عليه و سلم من قوله : (( إن من البيان لسحرا ، و إن من الشعر لحكمة )) . الملاحظ : أن بعض البيان ههنا قد عد من السحر ، و لما كان معنى السحر قلب الشيء في عين الانسان ، فأن مدلول كلمة البيان إصطلاحا في هذا الحديث الشريف هو ما يمتاز به فن القول من التأثير بمهارة أسلوبة و تلون عباراته . أما الموضع الثاني فهو ما روي عنه صل الله عليه و سلم من أنه (( البذاء و البيان شعبتان من النفاق )) . المشكل في هذا الحديث : أنه يذم البيان جملة و تفصيلا و ان كانت له رواية اخرى تنص على أن (( البذاء و بعض البيان شعبتان من النفاق )). و هذه الرواية تعني ان البيان ليس مذموما كله . و مهما يكن من امر فأن المدلول الاصطلاحي لكلمة البيان في هذا الحديث هو التصنع في تزيين فن القول و التأنق في صياغة عباراته و التكلف في اقامة اساليبه بلا مراعاة لوجة الحق في معناه و موضوعاته ، و على هذا كله فإن كلمة البيان اصطلاحا يتنوع مدلولها حتى نهاية العقد الاول من القرن الاول للهجرة في ثلاثة مناح من القيم اللغوية و التعبيرية و الجمالية التأثيرية و هي : ملكة التعبير و نتاج هذه الملكة و التصنع المفرط في شكل هذا النتاج . ينظر – مطلوب ، احمد و البصير ، كامل حسن : البلاغة و التطبيق . مطابع بيروت الحديثة ، بيروت – لبنان ، الطبعة الثانية ، 1990 ، 246 – 247 .
3-البرهان أن العلوم الحقيقية التي لا يراد بها الا الحق الصريح لا سبيل لها الا سبيل البرهان ، لانه هو وحده – من بين أنواع القياس الخمسة – يصيب الحق و يستلزم اليقين بالواقع . و الغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق ، سواء كان سعي الانسان للحق لأجل نفسه ليناجيها به و ليعمر عقله بالمعرفة ، او لغيره لتعليمه و ارشاده الى الحق . و لذلك يجب على طالب الحقيقة الا يتبع الا البرهان ، و ان استلزم قولا لم يقل به احد قبله . و قد عرفوه بأنه (( قياس مؤلف من يقينيات ينتج يقينا بالذات اضطرارا )) و نعم التعريف سهل واضح مختصر . و من الواضح أن كل حجة لابد ان تتألف من مقدمتين ، والمقدمتان قد تكونان من القضايا الواجبة القبول ، وهي اليقينات التي مر ذكرها ، و قد لا تكونان منها ، بل تكون واحدة منهما او كلتاهما من انواع القضايا الاخرى السبع، ...، ثم المقدمة اليقينية اما ان تكون في نفسها بديهية من احدى البديهيات الست المتقدمة ، واما ان تكون نظرية تنتهي الى البديهيات . فأذا تألفت الحجة من مقدمتين يقينيتين سميت ( برهانا ) ، و لابد ان ينتجا قضية يقينية لذلك القياس المؤلف منها اضطرارا ، عندما يكون تأليف القياس في صورته يقينيا أيضا ،كما كان في مادته ، فيستحيل حينذ تخلف النتيجة لاستحالة تخلف المعلول عن علته ، فيعلم بها اضطرارا لذات المقدمتين ، بما لهما من هيئة التأليف على صورة قياس صحيح . و هذا معنى نتيجة البرهان ضرورية . و يعنوان بالضرورة هنا معنى آخر غير معنى ( الضرورة ) في الموجهات ،...، و الخلاصة أن البرهان يقيني واجب القبول مادة و صورة ، و غايته أن ينتج اليقين الواجب القبول ، أي اليقين بالمعنى الاخص . ينظر - المظفر ، محمد رضا : المنطق – الجزء الثالث. مؤسسة الرافد للطباعة و النشر ، بغداد – العراق ، الطبعة الاولى ، 2009 ، ص 255 – 256 .
4- محمد حسين الطبطبائي ( 1904- 1981) ولد محمد حسين بن محمد الطباطبائي في التاسع و العشرين من ذي القعدة لسنة الف و ثلاثمائة و احدى و عشرين هجرية ( 1321 ه ) في قرية تدعى ( شاد كان ) القريبة من ( تبريز ) في المنطقة التركية شمال شرق إيران و المعروفة بأذربيجان ،...، درس الطباطبائي في الصفوف الابتدائية حتى الصف السادس ، و اندرج بعدها مع أخيه في سلك العلوم الحوزوية حتى أنهى المقدمات و دروس السطح المتعارفة في الحوزة ، ثم هاجر الى النجف الأشرف عام 1344 ه ، ... ، لقد كان شظف العيش و قلة ذات اليد السمة الغالبة لحياة طلبة العلوم الحوزوية ، و لم يكن الطباطبائي بمنأى عنها ، منذ طفولته و حتى أخر عمره الشريف ، فلم يكن له و لأخيه من الدنيا سوى الأرض الزراعية التي ورثها عن أهلهما في قرية ( شاد آباد ) في ضواحي تبريز ، فكانت مورد رزقهما الوحيد . و لذا حينما تعرض هذا الرزق للضعف و الاهتزاز أضطر العلامة بعد مضي إحدى عشرة سنة على إقامته في النجف الأشرف إلى العودة تبريز ليعمل في الأرض عام 1354 ه ، الى حين
هجرته إلى قم المقدسة عام 1365 ه . و قد كان لهذه المدة التي عاد فيها الفيلسوف الى الأرض يحرث و يزرع ، ... ، أثر طيب على نتاجه العلمي فكتب مجموعة رسائله الخطية : كتاب التوحيد ، كتاب الأنسان ، رسالة الوسائط ، و رسالة الولاية في قرية ( شاد آباد ) ،...، امتدت معاناة الطباطبائي من زمن التتلمذ في تبريز و النجف الأشرف إلى الأستاذية في الحوزة العلمية في قم المقدسة . و السبب بكل بساطة أنه لم يفعل ما كان حال الكثيرين من المجتهدين . فلم يكتب رسالة علمية يطرحها بين الناس للتقليد و يمارس مراسم المرجعية الدينية المتعارفة ، بل أطل على الحوزة أستاذا للفلسفة و العرفان و التفسير ، فتحركت القوى التقليدية المعادية للفلسفة في الحوزة لتحرض عليه المرجعية الدينية الرئيسية آنذاك ،...، اتخذ السيد الطباطبائي موقفا متوازنا الجدل القديم في الحوزات الدينية و العلمية عموما حول ثنائية الشرع و العقل . فهو يرى اساسا ان العقل ركن من اركان الشريعة لا يصح فصله عنها بحال ، فلا الشريعة يمكن أن تصادم البراهين العقلية الصحيحية ،و لا الفلسفة يصح لها أن تخالف الكتاب و السنة . و هو بذلك يسلك مسلك صدر المتألهين في حكمته المتعالية حيث يقول : (( و حاشى الشريعة الحقة الالهية البيضاء أن تكون أحكامها مصادمة للمعارف اليقينية الضرورية ، و تبا لفلسفة تكون قوانينها غير مطابقة للكتاب و السنة )) ، من هنا كان يعتبر تحامل بعض المتشرعة على أمثال الخواجه حافظ الشيرازي و البلخي الرومي صاحب (( المثنوي )) جهلا و جمودا ، و الانشغال بالمباحث العقلية و إهمال الشرعيات خروجا عن الحكمة ، و كان يقول : (( إن الحكمة التي لا تستقر في النفس و لا تستتبع الانقياد للشريعة و اتباعها ليست بحكمة )) ،...، يمتاز المنهج الفلسفي للسيد الطباطبائي بالطابع العقلي الصرف ، كما يلاحظ في كتبه مثل أسس الفلسفة و بداية الحكمة و الرسائل السبعة و غيرها . و هو من الداعين الى الفصل المنهجي بين العلوم ، اذ لكل علم أدوات بحث خاصة به تتلاءم و طبيعة مسائلة . الا أن هذا لم يمنعه من ان ينظم بحثه العقلي مستفيدا من امرين : الاول الطريقة الرياضية في البحث حيث تكون كل مسألة في موقعها المناسب كنتيجة مكملة لما سبق و مقدمة لما يأتي . والثاني صورة عالم الوجود كحلقات سلسلة مترابطة تشبه تركب الأعداد ، كما عن صدر المتألهين في تفسيره ، بحيث يكون كل عدد في مرتبته المخصوصة لا يتقدم عليها و لا يتأخر عنها ، و الفلسفة بما هي رؤية شاملة للوجود أن تنظم مباحثها على صورة الوجود .
ينظر – الفقيه ، شبر : الدلالة القرآنية في فكر محمد حسين الطباطبائي ( الميزان نموذجا ) . دار الهادي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الاولى ، 2008 ، ص 15 – 29.
5- مرتضى المطهري ( 1919- 1979) كان الشهيد المطهري أحد أبرز أساتذة الفلسفة الإسلامية ، و مدرسة الحكمة المتعالية بالذات في الحوزة العلمية في قم ، و كلية الالهيات و المعارف الإسلامية في جامعة طهران ، و لذلك وقعت مصنفاته في الفلسفة وحدها ، في أكثر من (( 25 )) مجلدا ، طبع الكثير منها ، فيما لا يزال البعض الآخر ينتظر دوره في الطبع ، مضافا الى أنه أسهم في ألإشراف على (( 22 )) اطروحة دكتوراه و (( 20 )) اطروحة ماجستير ، مقدمة في قسم الفلسفة في كلية الالهيات و المعارف الاسلامية في جامعة طهران، في الفترة الواقعة ما بين عامي 1965 – 1979 . و قد اتسمت أعماله الفلسفية بالدقة و العمق و الموسوعية مع الوضوح و الاستيعاب و التفصيل و المقارنة ، حتى أضحت أعقد النظريات و المقولات و المفاهيم الفلسفية واضحة ميسرة سلسلة ، في بيانه ، إذ تميز بقدرة فائقة على التمثيل ، وتصوير الأفكار العقلية المجردة بأمثلة محسوسة ، تيسر فهمها و ادراكها حتى لمن لم يلم بألف باء الفلسفة ، فأضحت الكثير من المسائل المعقدة و المبهمة في تراثنا الفلسفي ، في متناول قطاع واسع من طلاب الفلسفة و هواتها ، بعد ان ظلت لزمن طويل حكرا على طائفة محدودة من الفلاسفة و أساتذة الفلسفة. ينظر - المطهري ، مرتضى : محاضرات في الفلسفة الإسلامية . ترجمة : عبد الجبار الرفاعي ،دار الكتاب الإسلامي ، قم – إيران ، الطبعة الثانية ، 2008 ، ص 17– 18.
ينظر ايضا – مطهري ، مرتضى : رؤى جديدة في الفكر الإسلامي – ج1. مراجعة : عبد الكريم الزهيري و محمد هاني الثامر ، مطبعة شريعت ، طهران ، إيران ، الطبعة الأولى ، 1430 ه . ش ، ص 5 – 10 .
6- محمد باقر الصدر ( 1934 – 1980) . ولد في مدينة الكاظمية عام 1934 ، نشأ يتيما ، فقد مات والده و هو في السنوات الاولى من عمره ، تعلم القراءة و الكتابة و تلقى جانبا من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية في مدينة الكاظمية ، في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الاصول ، في سنة 1946 انتقل من مدينة الكاظمية الى مدينة النجف ، لاكمال دراسته ، انهى دراسته الأصولية عام 1959 والفقهية عام 1960 ، بدأ في القاء دروسه عام 1962.
من مؤلفاته :
1- فلسفتنا : وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية ، و خاصة الفلسفة الإسلامية و المادية و الديالكتيكية .
2- اقتصادنا : و هو دراسة موضوعية مقارنة ، تتناول بالنقد و البحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية و الاسلام ، في أسسها الفكرية و تفاصيلها .
3- الأسس المنطقية للاستقراء : و هي دراسة جديد للاستقراء ، تستهدف اكتشاف الاساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية و للايمان بالله تبارك و تعالى .
4- المدرسة الاسلامية : و هي محاولة لتقديم الفكر الاسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها :
أ- الإنسان المعاصر و المشكلة الإجتماعية .
ب- ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي ؟
5- البنك اللاربوي في الإسلام : و هذا الكتاب اطروحة للتعويض عن الربا ، ودراسةلنشاطات البنوك على ضوء الفقه الاسلامي .
ينظر – P1-12 - http : // www . alkawthartv . com / news / 102373
7- مرحلة السينوية. نسبة الى الفيلسوف ابو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا (375 هـ – 428 هـ) و هو و أن كان أشهر من ان يذكر ، و فضائله اظهر من ان تسطر ، فأنه قد ذكر من أحواله ، و وصف من سيرته ، ما يغنى غيره عن وصفه ، و لذلك فإننا نقتصر من ذلك على ما قد ذكره هو عن نفسه ، و على ما قد وصفه (( أبو عبيد الجوزجاني )) صاحب الشيخ أيضا ، من احواله . و هذا جملة ما ذكره الشيخ الرئيس عن نفسه ، نقله عنه (( أبو عبيد الجوزجاني )) . قال الشيخ الرئيس : إن أبي كان رجلا من أهل (( بلخ )) ، و أنتقل منها الى (( بخارى )) في أيام (( نوح بن منصور )) و أشتغل بالتصرف و تولى العمل في أثناء أيامه بقرية يقال لها (( خرمبثن )) من ضياع ((بخارى )) و هي من أمهات القرى و بقربها قرية يقال لها (( أفشتة )) و تزوج أبي منها بوالدتي ، وقطن بها و سكن و ولدت منها بها ثم ولدت أخي . ثم انتقلنا إلى ((بخارى)) و أحضرت معلم القرآن ، و معلم الأدب ، و أكملت العشر من العمر ، و قد أتيت على القرآن ، و على كثير من الأدب ، حتى كان يقضى مني العجب ، و كان أبي ممن أجاب داعي المصريين ، و يعد من الإسماعيلية ، و قد سمع منهم ذكر النفس ، و العقل ، على الوجه الذي يقولونه و يعرفونه هم ، و كذلك أخي ، و كانوا ربما تذاكروا بينهم و أنا أسمعهم و أدرك ما يقولونه و لا تقبله و يعرفونه هم ، و لا تقبله نفسي ، و ابتدءوا يدعونني أيضا إليه ، و يجرون على ألسنتهم ذكر الفلسفة و الهندسة ، و حساب الهند ، و أخذ يوجهني الى رجل كان يبيع البقل و يقوم بحساب الهند ، حتى أتعلمه منه . ثم جاء إلى (( بخارى )) (( أبو عبد الله الناتلى )) ، و كان يدعى المتفلسف ، و أنزله أبي دارنا ، رجاء تعلمى منه ، و قبل قدومه كنت أشتغل بالفقه و التردد فيه ، إلى إسماعيل الزاهد ، وكنت من أجود السالكين ، و قد ألفت طرق المطالبة و وجوه الاعتراض على المجيب ، على الوجه الذي جرت عادة القوم به . ثم أبتدأت بكتاب (( إيساغوجي )) على (( الناتلي )) و لما ذكر لي حد الجنس انه (( هو المقول على كثيرين مختلفين بالنوع ، في جواب ما هو ؟ فأخذت في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع ، و تعجب مني كل العجب ، و حذر والدي من شغلي بغير العلم ، و كان أي مسألة قالها لي أتصورها خيرا منه ، حتى قرأت ظواهر المنطق عليه ، و أما دقائقه فلم يكن عنده منها خبرة . ثم أخذت أقرأ الكتب على نفسي ، و أطالع الشروح حتى أحكمت علم المنطق ، و كذلك كتاب (( إقليدس )) فقرأت من أوله خمسة أشكال ، او ستة ، عليه ، ثم توليت بنفسي حل بقية الكتاب بأسرة . ثم انتقلت الى (( المجسطي )) و لما فرغت من مقدماته ، و انتهيت الى الأشكال الهندسية قال لي (( الناتلي )) تول قرأتها و حلها بنفسك ، ثم اعرضها على ، لأبين لك صوابه من خطئه ، و ما كان الرجل يقوم بالكتاب ، و أخذت أحل ذلك الكتاب ، فكم من شكل ما عرفه الى وقت ما عرضته عليه ، و فهمته إياه ، ثم فارقني الناتلي متوجها الى (( كركانج )) و أشتغلت أنا بتحصيل الكتب من النصوص و الشروح ، من الطبيعي و الالهي ، وصارت أبواب العلم تتفتح على ، ثم رغبت في علم الطب ، و صرت أقرأ الكتب المصنفة فيه و علم الطب ليس من العلوم فلا جرم أني برزت فيه في أقل مدة حتى بدأ فضلاء الطب يقرءون على علم الطب ، و تعهدت المرضى ، فانفتح على من أبواب المعالجات المقتبسة من التجربة ما لا يوصف ، و أنا مع ذلك أختلف الى الفقه و أناظر فيه . و أنا في هذا الوقت من أبناء ست عشرة سنة . ثم توفرت على العلم و القراءة سنة و نصفا ، فأعدت قرأة المنطق ، و جميع أجزاء الفلسفة . و في هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها ، و لا اشتغلت في النهار بغيره و جمعت بين يدى ظهورا ، فكل حجة كنت أنظر فيها ، أثبت مقدمات قياسية ، و رتبتها في تلك الظهور . ثم نظرت فيما عساها تنتج ، و راعيت شروط مقدماته . حتى تحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة . و كلما كنت أتحير في مسألة . و لم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياس : ترددت إلى الجامع . و صليت . و ابتهلت إلى مبدع الكل . حتى فتح لي المنغلق . و تيسر المتعسر . و كنت أرجع بالليل إلى داري . و أضع السراج بين يدي . و أشتغل بالقراءة و الكتابة . فمهما غلبني النوم . او شعرت بضعف . عدلت الى شرب قدح من الشراب ريثما تعود الي قوتي . ثم أرجع الى القراءة . و مهما أخذني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها . حتى إن كثيرآ من المسائل اتضح لي وجوها في المنام . و كذلك حتى استحكم معي جميع العلوم . و وقفت عليها بحسب الإمكان الإنساني ، و كل ما علمته في ذلك الوقت . فهو كما علمته الآن ، لم أزدد فيه إلى اليوم ، حتى أحكمت (( علم المنطق )) و (( الطبيعي )) و (( الرياضي )) ثم عدلت الى (( الإلهي )) و قرأت كتاب (( ما بعد الطبيعة )) فماكنت افهم ما فيه ، و التبس على غرض واضعه ، حتى أعدت قرأته أربعين مرة ، و صار لي محفوظأ ، و انا مع ذلك لا افهمه و لا المقصود به ، و ايست من نفسي ، و قلت : هذا كتاب لا سبيل الى فهمه . و اذا انا في يوم من الايام حضرت وقت العصر في الوراقين ، و بيد دلال مجلد ينادى عليه ، فعرضه على ، فرددته رد متبرم معتقد ان لا فائدة في هذا العلم . فقال لي : اشتر مني هذا ، أبيعكه بثلاثة دراهم ، و صاحبه محتاج الى ثمنه ، فاشتريته ، فاذا هو كتاب ل (( أبي نصر الفارابي )) كتاب (( ما بعد الطبيعة )) و رجعت الى بيتي ، و أسرعت قراءته ، فانفتح على في الوقت أغراض ذلك الكتاب ، بسبب أنه كان لي محفوظا على ظهر القلب ، و فرحت بذلك ، و تصدقت في ثاني يومه بشيء كثير على الفقراء ، و شكرا لله تعالى . و كان سلطان (( بخارى )) في ذلك الوقت (( نوح بن نصور )) و اتفق له مرض تلج الاطباء فيه ، و كان اسمي اشتهر بينهم ، بالتوفر على القراءة ، فأجروا ذكرى بين يديه ، و سألوه إحضاري ، فحضرت و شاركتهم في مداواته ، و توسمت بخدمته ، فسألته يوما الإذن لي في دخول دار كتبهم و مطالعتها ، و قراءة ما فيها من كتب الطب ، فأذن لي . فدخلت دارا ذات بيوت كثيرة ، في كل بيت صناديق كتب منضدة بعضها على بعض . في بيت منها كتب العربية و الشعر . و في آخر الفقه ، و كذلك في كل بيت كتب علم مفرد . فطالعت فهرست كتب الاوائل ، و طلبت ما احتجت اليه منها ، و رأيت من الكتب ما لم يقع اسمه الى كثير من الناس قط ، و ما كنت رأيته من قبل و لا رأيته أيضا من بعد ، فقرأت تلك الكتب . و ظفرت بفوائدها ، و عرفت مرتبة كل رجل في علمه ، فلما بلغت ثمان عشرة سنة من عمري فرغت من هذه العلوم كلها و كنت إذ ذاك للعلم احفظ ، و لكنه اليوم معي انضج ، و الا فالعلم واحد ، لم يتجدد لي بعده شيء ، و كان في جواري رجل يقال له (( أبو الحسين العروضي )) فسألني أن أصنف له كتابا جامعا في هذا العلم ، فصنفت له (( المجموع )) و سميته به ، و أتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي ، و لي إذ ذاك إحدى و عشرون سنة من عمري . و كان في جواري أيضا رجل يقال له (( أبو بكر البرقي )) خوارزمي المولد ، فقيه النفس ، متوحد في الفقه و التفسير ، و الزهد ، مائل الى هذه العلوم ، فسألني شرح الكتب له ، فصنفت له كتاب (( الحاصل و المحصول )) في قريب من عشرين مجلدة . و صنفت له في الأخلاق كتابا سميته كتاب (( البر و الإثم )) و هذان الكتاب لا يوجدان الا عنده ، فلم يعر أحدآ ينسخ منهما . ثم مات والدي و تصرفت بي الأحوال ، و تقلدت شيئا من أعمال السلطان ، و دعنتي الضرورة الى الإخلال ب (( بخارى )) و الانتقال الى (( كركانج )) . و كان (( أبو الحسين السهلى )) المحب لهذه العلوم ، بها ، و وزيرا ، و قدمت الى الامير بها ، و هو (( علي بن مأمون )) و كنت على زي الفقهاء إذ ذاك ، بطيلسان و تحت الحنك و أثبتوا لي مشاهدة دارة بكفاية مثلي . ثم دعت الضرورة الى الانتقال الى (( نسا )) و منها الى (( بارود )) و منها (( طوس )) و منها الى (( شقان )) و منها الى (( سمنيقان )) و منها الى (( جاجرم )) رأس حد (( خراسان )) و منها الى (( جرجان )) . و كان قصدى الأمير (( قابوس )) فاتفق في أثناء هذا أخذ (( قابوس )) و حبسه في بعض القلاع ، و موته هناك . ثم مضيت الى (( دهستان )) و مرضت بها مرضا صعبا ، و عدت الى (( جرجان )) فأتصل (( أبو عبيد الجوزجاني )) بي و أنشأت في حالي قصيدة ، فيها بيت القائل : لما عظمت فليس مصر و اسعى لما على ثمني عدمت المشترى, ينظر – بن سينا : الإشارات و التنبيهات – القسم الأول .شرح : نصير الدين الطوسي ، تحقيق : سليمان دنيا ، دار المعارف ، بيروت – لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1983 ، ص 85 – 89. . ينظر أيضا - جاكسون ، روي : خمسون شخصية أساسية في الإسلام . ترجمة : رشا جمال ، الشبكة العربية للابحاث و النشر ، بيروت – لبنان ، الطبعة الاولى ، 2010 ، ص 150 – 158
8- مرحلة الشيرازية. نسبة الى الفيلسوف صدر الدين بن محمد بن ( 979 - 1050 ه) لم نتحقق من التاريخ سنة ولادته ، و قد توفي سنة 1050 ه في البصرة في طريقه للحج للمرة السابعة او بعد رجوعه و أكبر الظن إنه تجاوز السبعين او ناهزها ، فيكون تولده في الربع الأخير من القرن العاشر الهجري . و كل ما عرفنا عنه أنه تولد في ( شيراز ) من والد صالح اسمه إبراهيم بن يحيى القوامي ، و قيل كان أحد وزراء دولة فارس التي عاصمتها شيراز ، و أنه من عائلة ( قوامي ) . و هذا الوزير لم يولد له ذكر ، فنذر لله أن ينفق مالا خطير على الفقراء و أهل العلم إذا رزق ولدا ذكرا صالحا موحدا ، فكان ما أراد في شخص ولده هذا ( محمد صدر الدين ) . فتربى هذا الولد الوحيد لابويه في حجر والده معززا مكرما ، وقد وجهه لطلب العلم . و لما توفي والده الذي لم نتحقق سنة وفاته رحل صاحبنا لتكميل معارفهالى اصفهان عاصمة العلم و السلطان يومئذ في عهد الصفوية . و يظهر إنه حين انتقل الى اصفهان كان ذا ثقافة ممتازة ، لأن اول حضوره كان على الشيخ
بهاء الدين العاملي ( 953 – 1031 ) و ما تظن بمن يحضر درس الشيخ البهائي و هو شيخ الإسلام يومئذ . و من ولعه في طلب العلم أنفق كل ما خلفه والده من المال في تحصيله ، و أشرب المذهب الصوفي الفلسفي ( العرفاني ) الذي كان هو السائد في ذلك العصر ، و الذي كان يجهر به حتى مثل الشيخ البهائي ، فانعكس على نفسية هذا الطالب الذكي . فأولع فيه لوعا أخذ عليه جميع اتجاهاته ، و خلق منه صوفيا عرفانيا و فيلسوفا ، الهيا فريدا قل نظيره او لا نظير له . و قد صرح هو بهذا الولع في مقدمة الأسفار 2 ، : (( قد صرفت قوتي في سالف الزمان منذ أول الحداثة و الريعان في الفلسفة الإلهية بمقدار ما أوتيت من المقدار و بلغ إليه قسطي من السعي الموفور )) . و من أثر ولعه بالفلسفة و اتجاهه هذا كان انقطاعه إلى درس فيلسوف عصره السيد الداماد محمد باقر المتوفي 1040 ه و كان يعظمه كثيرا و مما قاله فيه قوله في شرح أصول الكافي في شرح أول حديث منه : (( سيدي و أستاذي و استنادي في المعالم الدينية و العلوم الإلهية و المعارف الحقيقية و الاصول اليقينية ... )) . و بهذا و مثله يعبرعنه في كل مناسبة تدعو إلى ذكره . و الذي استنتجه ان صاحبنا صدر المتألهين مرت له في نشأته العلمية ثلاث مراحل رئيسية ، كونت منه عظيما من جملة عظماء تاريخ الفلسفة : ( المرحلة الاولى ) دور التلمذة ، و هو دور البحث و تتبع آراء المتكلمين و الفلاسفة ومناقشاتهم و يظهر أنه لم ينضج يؤمئذ مسلكه العرفاني ، و ذلك ما يشير اليه قوله في مقدمة تفسير سورة الواقعة : (( و اني كنت سالفا كثير الاشتغال بالبحث و التكرار و شديد المراجعة الى مطالعة كتب الحكماء و النظار ، حتى اني ظننت على شيء ، فلما انفتحت بصيرتي و نظرت الى حالي ( و ذلك طبعا بعد المرحلة الاولى هذه) رأيت نفسي – و ان حصلت شيئا من احوال المبدأ و تنزيهه عن صفات الامكان و الحدثان ، و شيئا من احكام المعاد لنفوس الانسان – فارغة من العلوم الحقيقة و حقائق العيان ، مما لا يدرك الا بالذوق و الوجدان )) . و يريد من العلوم الحقيقة المكاشفات العرفانية . و قد اظهر الندم مما فرط في اول عمره في سلوك مسلك اهل الحديث ، فقال في مقدمة الأسفار ص 4 : (( و اني لاستغفر الله مما ضيعت شطرا من عمري في تتبع آراء الفلسفة و المجادلين من اهل الكلام و تدقيقاتهم و تعلم جربزتهم في القول و تفننهم في البحث )) . و لئن اظهر الندم و الاسف على ما ضيع في هذه المرحلة من الوقت ، فانه استفاد منها كثيرا للمرحلة الاخيرة من حياته . و هي دور التأليف الذي جمع فيه بين المسلك البحثي و المسلك العرفاني ، ... ، على أنه في هذه المرحلة لم يسلك مسلكا بحثيا صرفا ، بل كان مشوبا بالمسلك العرفاني و ان كان بعده لم ينضج عنده ، و لذا كان يقول بوحدة الوجود فيها ، و ألف فيها رسالة طرح الكونين في وحدة الوجود على ما يأتي . و من هذا القول و امثاله مما كان لا يتورع من التصريح به و الاعلان بتحبيذه كان مضايقا من الناس الى درجة اشرقوه بريقه جزعا ، على ما صرح به في عدة مناسبات في كتبه ، و يشير بها الى هذه المرحلة الاولى بالذات فالتجأ الى ان يفر بنفسه منهم ، و ينتقل الى : ( المرحلة الثانية ) : و هي دور العزلة و الانقطاع الى العبادة في بعض الجبال النائية ، و قيل أنها كهيك من قرى قم ، و أنه استقام في هذه العزلة خمسة عشر عاما ، و هي مدة طويلة . و قد حكى لنا قصة هذه الفترة من حياته في مقدمة الاسفار و غيرها ، فانه كما يقول – اما رأى الحال على ذلك المنوال من خلو الديار من اهل الديار من اهل المعرفة و ضياع السير العادلة و اشاعة الاراء الباطلة ، ضرب صفحا عن ابناء الزمان و التجأ الى أن ينزوي في بعض نواحي الديار ، منكسر البال منقطع الامال ، متوفرا الى العبادة ، لا على درس يلقيه و لا تأليف يتصرف فيه . و يعلل عدم توفره على الدروس و التأليف – على عادته في التسجيع – بأن هذه امور تحتاج الى تصفية الفكر و تهذيب الخيال ، عما يوجب الملال و الاختلال ، و تحتاج الى فراغ البال ، و لا تحصل هذه الاشياء لمن يسمع و يرى من اهل الزمان من قلة الانصاف و كثرة الاعتساف ، و خفض الاعالي و الافاضل ، و رفع الاداني و الاراذل ، و ظهور الجاهل و العامي على صورةالعالم النحرير ، و هيئة الحبر الخبير ، الى غير ذلك من القبائح و المفاسد . و هكذا يتشكى من ابناء زمانه ( و مثلهم ابناء كل زمان لو درى ) ، و لم يتبين نوع تلك الاعتسافات التي كان يلاقيها و لكنها – على كل حال – ارهقته حتى طفق يرتئي بين ان يصول بيد جذاء ، او يصبر على طخية عمياء ، فرأى بالاخير ان الصبر على هاتا احجى ، فصبر و في العين قذى و في الحلق شجى ، اتباعا – كما قال – لسيرة امير المؤمنين عليه السلام و اقتداء به ، فأمسك عن الاشتغال بالناس ، و اختار العزلة و الاستتار زمنا مديدا و امدا بعيدا ( و قد قلنا ان هذا الامد البعيد قدوره ب 15 عاما ) . و هو يعتقد ان الانسان يتمكن من الحصول على العلم اللدني و الانكشاف اليقيني ، بطول المجاهدات والانقطاع الى الله تعالى ، بعد تصفية الباطن و رفع الحجب عن النفس . لذلك قال نتيجة لتلك العزلة (( اشتعلت نفسي لطول المجاهدات ، و التهب قلبي لكثرة الرياضيات التهابا قويا ، ففاضت عليها انوار الملكوت ، و حلت بها خبايا الجبروت ، و لحقتها الاضواء الاحدية ، و تداركتها الالطاف الالهية، فاطلعت على اسرار لم اطلعت عليها الى الان ، و انكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان. بل كل ما علمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود و العيان..)) و هكذا يكرر هذا المعنى في كثير من مؤلفاته. و لما حصلت له هذه الحالة النفسية نتيجة لتلك العزلة – انفتح له ان ينتقل الى : ( المرحلة الثالثة) : و هي دور التأليف ، اذ ألهمه الله تعالى الافاضة مما شربه ( في المرحلة الثانية) جرعة للعطاش الطالبين ، فبلغ الكتاب اجله ، و اراد الله تقديمه و قد كان اجله – هكذا يقول – و رأى ان يخرجه من القوة الى الفعل ، و نهضت عزيمته بعدما كانت قاعدة ، و اهتز الخامد من نشاطه . فصنفت كتابا الهيا ، و يعني به الاسفار ، وهواول كتاب بعد تلك العزلة الطويلة ، و يظهر انه اشتغل في تأليفه و هو لا يزال في موطن عزلته . و لم يصنف كتابا قبله - فيما عثرنا على نصوصه – غير ثلاث رسائل اذ اشار اليها في الاسفار ، و هي رسالة طرح الكونين : ( 1/10) ، و رسالة حل الاشكالات الفلكية في الارادة الجزافية : ( 1/176 ) ، و رسالة حدوث العالم : ( 1/233) ، و ان كان هذا ليس دليلا وحده على سبقها على الاسفار بمجرد الاشارة اليها فيه ، لانه في رسالة الحدوث ايضا يشير الى الاسفار نفسه و الشواهد الربوبية الذي قيل انه اخر مؤلفاته و ذلك ص 32 من الرسالة ، و لعله يدخل الاشارة الى كتبه الاخرى بعد تأليف الكتاب بمدة ، فذكر الاشارة الى كتاب في كتاب اخر لا يدل على سبق تأليف ما اشار اليه . و فيما اظن ان الرسالة الوحيدة التي سبقت – تأليف الاسفار و وقعت في المرحلة الاولى ، هي رسالة- سريان الوجود - ،...، و على كل حال ، فان كتاب (الاسفار) هو اول مصنفاته في المرحلة الثالثة من حياته ، و قد شحنه بكل ما عنده من افكار و اراء جديدة و مكاشفات عرفانية و شواهد ربوبية و واردات قلبية و مشاعر الهية . و كل كتاب ألفه بعده و كل رسالة صنعها فالجميع مجرد منه و مقتبس من عباراته ، و لذا قلنا انه الام لباقي مؤلفاته ، حتى التفسير التي ألفها – على ما يظهر – لغرض تطبيق فلسفته على القرآن الكريم .
ينظر – الشيرازي ، صدر الدين محمد : الحكمة المتعالية في الاسفار العقلية الاربعة – الجزء الاول . تعليق : محمد رضا المظفر ، دار احياء التراث العربي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الاولى ، 1378 ه ، ص 6- 10.
ينظر ايضا – جاكسون ، روي : المصدر نفسه ، ص 263 – 269 .
9- محمود زيدان . الاستاذ الدكتور محمود فهمي زيدان ، أستاذ المنطق و الفلسفة في جامعة الاسكندرية في جمهورية مصر العربية . من مؤلفاته :
1- في فلسفة اللغة .
2- مناهج البحث الفلسفي .
3- كنط و فلسفته النظرية .
4-في النفس و الجسد – بحث في الفلسفة المعاصرة .
5- المنطق الرمزي – نشأته و تطوره
6-الاستقراء و المنهج العلمي ينظر -
https : // www . goodreads .com / book / show / http : // www . neelwafurat . com / locate . aspx ? mode = 1&search =author
10- عبد الكريم سروش ( 1945 ) ولد عبد الكريم سروش لأبوين إيرانيين من منطقة ظهران يوم عاشوراء من العام 1945 م فأطلق عليه تيمنا بالمناسبة اسم حسين ثم سرعان ما غلب عليه الاسم الذي يحمله اليوم أي عبد الكريم . درس عبد الكريم سروش في مدرسة القائمية الابتدائية ثم انتقل لإتمام تحصيله الثانوي الى مدرسة مرتضوي التي سرعان ما غادرها للالتحاق بمدرسة الرفاه ، و هي من المدارس الإيرانية الرائدة التي بدلت مناهج تدريسها ملامح المجتمع الإيراني و بين المواد العلمية المعاصرة . تأثر سروش في هذه الحقبة من حياته بأستاذه رضا روزبيه الضليع في العلوم التطبيقية و في التفسير القرآني . كانت الرياضيات مادة سروش الأثيرة ، إضافة بالطبع الى إهتمامه ، كمعظم أبناء جيله ، بما يحدث على الساحة الفكرية و السياسية. التحق التلميذ البارع بمجموعة الحجاتية لكنه سرعان ما تبين أنه لا يشاطر هذه المجوعة الإسلامية أفكارها ،وتحديدا مواقفها العدائية من البهائية ، فغادرها وانكب يتفقه في القرآن و نهج البلاغة . قبل سروش في امتحانات كليتي الفيزياء والصيدلة فاختار الالتحاق بالاخيرة التي تخرج منها .فور نيله إجازة الصيدلة طلب للخدمة في الجيش مدة عامين و مع انتهاء خدمته العسكرية عين مسؤولا عن مختبرات الدولة في منطقة بوشهر و قد ظل في مركزه هذا مدة عام و نصف . اقترحت على عبد الكريم سروش منحة دراسية الى بريطانيا فوافق على الفور و التحق بجامعة لندن في فرع الكيمياء ، موزعا وقته بين اختصاصه الاساسي و بين مدرسة شالزا لدراسة مادتي التاريخ وفلسفة العلوم . خلال هذه السنوات الخمس التي أمضاها عبد الكريم سروش في بريطانيا شارك في العديد من النشاطات السياسية التي كانت تعتمل في صفوف الجالية الإيرانية المهاجرة و قاد البعض منها . تعاون سروش و أصدقاؤها مع أسمي يومها بجمعية الشباب المسلم ، ولما تباينت وجهات النظر بينه و بينهم نقل الصيدلي الفيلسوف اجتماعاته الى قاعة أطلق عليها اسم إمام براح ، شهدت اجتماعات صاخبة عشية الاطاحة بالشاه . وقف على منبر إمام براح كل من أية الله بهشتي و مطهري ، كما أن جنازة علي شريعتي الذي توفي في لندن انطلقت من هذه القاعة التي أضحت عنوان المعارضة الأساسي في بريطانيا . و مع انطلاق الثورة عاد عبد الكريم سروش الى إيران و نشر كتابة المعرفة و القيمة كما عين مديرآ لمؤسسة الثقافة الإسلامية . مع ازدياد التوتر أقفلت الجامعات أبوابها و اقترح الطلاب أن لا تفتح هذه الصروح قبل أن تعدل برامجها ، فعين سروش ، بتوصية من الإمام الخميني في المؤسسة التي أنيطت بهاهذه المهمة . عام 1983 و لخلاف في الرأي غادر عبد الكريم سروش هذه المؤسسة و عين في مؤسسة الأبحاث و الدراسات الثقافية و هو ما يزال عضوا فيها . استفاد العديد من السياسيين الإصلاحيين الإيرانيين من أفكار عبد الكريم سروش و ساهموا في نشرها بشكل واسع و إن لم يعترف له دائما بأبوتها ينظر – سروش ، عبد الكريم : القبض و البسط في الشريعة. ترجمة : دلال عباس ، دار الجديد ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2002 ، ص 15 – 17.
ينظر ايضا – جاكسون ، روي : المصدر نفسه ، ص 408 – 416.
11- ينظر – زيدان ، محمود : كنط و فلسفته النظرية . دار المعارف ، بيروت – لبنان ، الطبعة الثالثة ، 1979 ، ص 243 .
12- زيدان ، محمود : المصدر نفسه ، ص 243 .
13- إبراهيم ، زكريا : كانت او الفلسفة النقدية دار مصر للطباعة ، القاهرة – مصر ، الطبعة الثانية ، 1972 ، ص 83.

14- بدوي ، عبد الرحمن : إمانويل كنت. الناشر : وكالة المطبوعات ، الكويت العاصمة – الكويت ، الطبعة الأولى ، 1977 ، ص 264 .
15- ينظر :زيدان ، محمود : المصدر نفسه ، ص 77-119 بدوي ، عبد الرحمن : المصدر نفسه ، ص 205-22 . إبراهيم ، زكريا : المصدر نفسه ، ص176-210.
16- سروش ، عبد الكريم : القبض و البسط في الشريعة ، ص228.
17- ينظر :الفقرة الأتية من بحثنا : الفقرة الرابعة – ميتافيزيقا الأخلاق . غرضية الأخلاق بين النقد المحض و النقد العملي .
18- الصدر ، محمد باقر : فلسفتنا . مطبعت شريعت ، قم المقدسة – الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الطبعة الأولى ، 1424 ه . ق ، ص 167 .
19- ينظر : كرم ، يوسف : تاريخ الفلسفة الحديثة . دار التعارف ، بيروت – لبنان ، الطبعة الخامسة ، 1986، ص 232 . أحمد ، محمود سيد : مفهوم الغائية عند كانط .دار الثقافة للنشر و التوزيع ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1988 ، ص 16 – 47 .
20- كنط ، عمانوئيل : نقد العقل المحض . ترجمة : موسى وهبه ، مركز الإنماء القومي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 1988 ، ص 31.
21- بوغو مولوف ، أ و مؤلفين آخرين : تاريخ الديالكتيك في الفلسفة الكلاسيكية الألمانية . ترجمة : نزار عيون السود ، دار دمشق للطباعة و النشر ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 1986 ، ص 79 .
22- كانت ، امانويل : تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق . ترجمة : عبد الغفار مكاوي ، مراجعة : عبد الرحمن بدوي ، الدار القومية للطباعة و النشر ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1965 ، ص 9 .
23- لاكرو ، جان : كانط و القانطية . ، ترجمة : نسيب عبيد ، المنشورات العربية ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 1977 ، ص 24 – 25 .
24- كرم ، يوسف : تاريخ الفلسفة الحديثة ، ص 232 .
25- المطهري ، مطهري : دروس في الفلسفة الإسلامية – شرح موسع للمنظومة – المجلد الأول / الجزء الثاني . ترجمة : عبد الجبار الرفاعي ، المطبعة كيميا ، قم – إيران ، الطبعة الأولى ، 1427 ه. ق ، ص 44 – 45 .
26- المطهري ، مطهري : محاضرات في الفلسفة الإسلامية .ترجمة : عبد الجبار الرفاعي ، دار الكتاب الإسلامي ، مطبعة ستاره ، قم – إيران ، الطبعة الثانية ، 2003 ، ص 163 .
27- المطهري ، مرتضى : دروس في الفلسفة الإسلامية – شرح موسع للمنظومة – المجلد الأول / الجزء الثاني ، ص 45 .
الانجيل . كلمة يونانية تعني البشرى او الخبر المفرح . https : //ar . arabicble .com/islam/faq/the-bible2124- q3 html
28-
29- القرآن سمي القرآن قرآنا ، لأنه جمع السور بعضها إلى بعض. ينظر – الزركشي ، بدر الدين محمد بن عبد الله : البرهان في علوم القرآن تحقيق : أبي الفضل الدمياطي ، دار الحديث ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 2006 ، ص 194 .
30- الطباطبائي ، محمد حسين : أصول الفلسفة و المنهج الواقعي – الجزء الأول . تقديم و تعليق : مرتضى مطهري ، ترجمة : عمار أبو رغيف ، المؤسسة العراقية للنشر و التوزيع ، بغداد – العراق ، الطبعة الأولى ، 1418 ه.ق ، ص 237 -238 .
31- الطباطبائي ، محمد حسين : المصدر نفسه ، ص 238 .
32- كنت ، إمونويل : مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة يمكن أن تصير علما . ترجمة : نازلي اسماعيل حسين ، مراجعة : عبد الرحمن بدوي ، دار الكتاب العربي للطباعة و النشر ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1967 ، ص 80 .
33- الطباطبائي ، محمد حسين : المصدر نفسه ، ص 240 .
34- الصدر ، محمد باقر : المصدر نفسه ، ص 164 – 165 .
35- كنت ، إمونويل : مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة يمكن أن تصير علما ، ص 78 – 79 .
36- الصدر ، محمد باقر : المصدر نفسه ، ص 165 .
37- سروش ، عبد الكريم : المصدر نفسه ، ص 86 .
38- جون لوك ( 1632 – 1704 ) . ولد في ورنجتاون في سمر ستشاير و توفي في أواتس في إساكس . فيلسوف إنكليزي هو ابن أحد رجال القانون ، أتم دروسه الثانوية في لندن في وستمنستر ، ثم التحق بجامعة أوكسفورد ، أدى به اهتمامه بالواقع إلى الاشتغال بالفيزياء و الكيمياء و الطب و السياسة . تعتبر نظريته في أصل المعرفة ( محاولة لدراسة ملكة الفهم البشري 1690 ) مذهبا حسيا يعتبر أن جميع معارفنا و مبادئ عقلنا بالذات ناتجة عن التجربة و العادة . أما فلسفته في القانون ، فتعارض فلسفة هوبز و تبرر التسامح ( رسائل في التسامح 1689 ) يشكل كتابه رسائل في الحكم المدني ( 1693 ) ، و فيها يعرض المسيحية الأولى على أنها الديانة الطبيعية للقلب البشري . ينظر – قاموس الفلسفة : ديديه جوليا ، ص 459 .
39- لوك ، جون : رسالة في التسامح . ترجمة : منى أبو سنة ، تقديم : مراد وهبه ، الناشر المجلس الأعلى للثقافة ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1997 ، ص 19 .
40- سروش ، عبد الكريم : الدين العلماني. ترجمة : أحمد القبانجي ، مؤسسة الأنتشار العربي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 63. ينظر – ملكيان ، مصطفى و مؤلفين آخرين : مطارحات في عقلانية الدين و السلطة. ترجمة : أحمد القبانجي ، منشورات الجمل ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 103 – 131 .
41- كنت ، إمانويل : مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة ممكن أن تصير علما ، ص 138 . ينظر –
-ward , kelth : the development of kants of ethlcs .
Bristol , printed in great Britain , fisrt published , 1972 , p 84-95.
42- سروش ، عبد الكريم : العقل و الحرية . ترجمة : أحمد القبانجي ، منشورات الجمل ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 163 . ينظر – مليكان ، مصطفى و مؤلفين آخرين : الفكر الديني و تحديات الحداثة . ترجمة : أحمد القبانجي ، مؤسسة الأنتشار العربي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 151 – 168 .
43- هيوم ، ديفيد : مبحث في الفاهمة البشرية . ترجمة : موسى وهبه ، دار الفارابي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2008 ، ص 37 .
44- سروش ، عبد الكريم : التراث و العلمانية - البنى و المرتكزات ، الخلفيات و المعطيات - ترجمة : أحمد القبانجي ، منشورات الجمل ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 166-167
45- كنت ، إمانويل : المصدر نفسه ، ص 139 – 140 .
46- سروش ، عبد الكريم : القبض و البسط في الشريعة ، ص 39 .
47- إبراهيم ، زكريا : المصدر نفسه ، ص 131 .
48- زيدان ، محمود : المصدر نفسه ، ص 350 .
49- محمود ، زكي نجيب و آمين ، أحمد : المصدر نفسه ، ص 296 – 297 .
50- محمود ، زكي نجيب و آمين ، أحمد : المصدر نفسه ، ص 297 – 298 .
51- بدوي ، عبد الرحمن : المصدر نفسه ، ص 254 .
52- كانت ، آمانويل : تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق ، ص 91 .
53- بدوي ، عبد الرحمن : المصدر نفسه ، ص 254 .
54- كانت ، آمانويل : المصدر نفسه ، ص 107 .
55- بدوي ، عبد الرحمن : المصدر نفسه ، ص 257 .
56- كانت ، آمانويل : المصدر نفسه ، ص 117 .
57- بدوي ، عبد الرحمن : المصدر نفسه ، ص 258 .

منشور

2018-11-28

إصدار

القسم

الفلسفة

كيفية الاقتباس

عبد الكاظم رومي ع. (2018). موقف الفكر الإسلامي المعاصر من المنجز الفلسفي الكانطي. لارك, 10(6), 784-809. https://doi.org/10.31185/lark.Vol1.Iss32.1240