حركة البيورتان الاصلاحية في إنكلترا خلال عهد الملكة اليزابيث1533-1603

المؤلفون

  • مشعل مفرح ظاهر, ا.م.د جامعة البصرة /كلية الآداب
  • ماريا حسن مغتاظ, م. د الجامعة المستنصرية /كلية التربية الاساسية

DOI:

https://doi.org/10.31185/lark.Vol2.Iss25.1074

الملخص

 

الملخص :

هذا البحث يتناول موضوعاً من الموضوعات الاصلاحية الدينية الهامة في تاريخ انكلترا وخاصاً في عهد الملكة اليزابيث الاولى (1533-1603) الذي يطرح تارة في الاطار والبعد السياسي وطوراً في الاطار والبعد الديني والفكري. فمن الناحية السياسية بدأ الاصلاح الديني يتفاعل ويتنامى ويزداد حضوراً مع تنامي مشكلة الانقسامات الدينية وكثرة المعتقدات التي تصادمت فيما بينها وارتبطت بالسياسة وسلطة الملوك فيها, إذ أعلنت الملكة اليزابيث الاولى أن الوحدة الدينية شرط لايمكن الاستغناء عنه لاستقرار الاوضاع العامة للبلاد. اما الجانب الديني والفكري ومن خلال النظرة الى البروتستانتية, لاسيما الذين عُرفوا بالبيورتان, إذ طالب هؤلاء بتطهير الكنيسة من كل ما يحمل أثراً للكنيسة الكاثوليكية, سواء كان ذلك في العقيدة أو حتى في شكل الطقوس الدينية أو الهيئات الكنسية.وجدت أفكار البيورتان طريقها بين جميع طبقات المجتمع الانكليزي , الذين أستحسنوا هجوم البيورتان على النظام الاسقفي والطقوس الكاثوليكية, واعتبروها الحصن المنيع ضد تنامي الكاثوليكية.

السيرة الشخصية للمؤلف

  • مشعل مفرح ظاهر, ا.م.د، جامعة البصرة /كلية الآداب

     

     

المراجع

(1) هنري الثامن :هو ملك انكلترا ولد في عام 1491م في قصر جرينتش وهو الابن الثالث للملك هنري السابع والملكة اليزابيث يورك تم تعينه في عهد والده مسؤولا عن الأمن في قلعة دوفر وأمينا على سجن مواني سينك وفي عام 1494م تم تنصيبه دوقا على يورك ثم مارشال لإنكلترا وممثلا للملك ورئيسا للمجلس التنفيذي الايرلندي بعد أن تلقى تعليما مميزاً على أيدي المربين أتقن عن طريقها اللغة اللاتينية والفرنسية والاسبانية, تولى حكم انكلترا في عام 1509, وساءت العلاقة في عهده مع الكنيسة بسبب رفض البابا كليمنت السابع(1523-1534) طلاق هنري الثامن من زوجته كاترين فانفصلت انكلترا عن روما, وأمر هنري الثامن ببناء كنيسة انكلترا ,وشهدت نهاية عهده سيرا تدريجياً نحو البروتستانتية, توفي عام 1547. للمزيد من التفاصيل ينظر :
ربيع حيدر طاهر, بريطانيا واسرها المالكة, النجف الاشرف,2014,ص 100- 104
;John Schofield, Edward VI ,Thesis submitted for the degree of Doctor of Philosophy NEWCASTLE UNIVERSITY,2003 .
( ) ماري تيودور:هي ابنة الملك هنري الثامن من زوجته كاترين الارجوانية,كاثوليكية مُتعصبة, اعادت للكنيسة الكاثوليكية هيبتها في بريطانيا واضطهدت البروتستانت لاسيما بعد ان تزوجت من فيليب الثاني ملك اسبانيا الكاثوليكي المتطرف ايضا . للمزيد من المعلومات ينظر:-
B.A.Lorin Scott, The Vilification Of Mary Tudor. Religion,Politics,and Propaganda in Sixteenth-Century England, London,2014.
( )إليزابيث :هي ابنة هنري الثامن من أن بولين أعلن البرلمان أن إليزابيث ابنة غير شرعية بعد إعدام أمها ولكن الغي هذا القرار عام 1544 وعاد إليها حقها في العرش عام 1558 تزعمت البروتستانتية في اتخاذها تدابير صارمة ضد الكاثوليك ,وسنت عدة قوانين إصلاحية للبلاد ، في عام 1560 عقدت معاهدة أدنبرة مع اسكتلندا وبذلك أستطاعت تقوية مركز اللوردات البروتستانت وسجنت أختها ماري بعد أن أدعت بعرش انكلترا وبعدها تحالفت مع فرنسا والعثمانيين ضد اسبانيا الكاثوليكية وحطمت اسبانيا في موقعة الارمادا عام 1588 0للمزيد من التفاصيل ينظر:-
ربيع حيدر طاهر , المصدر السابق, ص109-115
( ) الكالفنية: ينتسب الكالفنيون إلى حركة الإصلاح الديني ( الكالفنية ) بزعامة جون كالفن John Calivin ( 1509-1564) والذي ولد في نويونNayon وكان والده يشغل منصباً مرموقا فيها تعلم كالفن في مدارس المدينة ثم تعلم في جامعة باريس ثم انتقل إلى السريون لدراسة الدين وفي عام 1528 اتجه إلى اورليانز لدراسة القانون واخذ إلى جانب دراسة القانون دراسة العلوم الإنسانية وعاد سنة 1531 إلى باريس حيث انه وجد اضطرابات في حسابات الكنيسة القائم عليها فوقعت الكنيسة عليه بالحرمان وعندما بدأت موجة من الاضطهاد ضد البروتستانت في فرنسا سنة 1534 هرب كالفن إلى بازل بسويسرا واتصل هناك ببعض العلماء البروتستانت واصدر هناك كتابه الشهير (تعاليم الدين المسيحي ) وأكد أن يكون كتاب المقدس هو الشيء الوحيد للمسيحيين في أصول عقيدتهم ,كما أكد بان لا يوجد غير المسيح شفيعا للناس عند الله ووجوب الاعتقاد والإيمان بان التبرير يكون بالإيمان وليس بالإعمال ووجوب الإيمان بالقضاء والقدر ووجوب فصل الكنيسة عن سلطة الدولة ، كما بدا كالفن بتأسيس كنيسة المدينة على الأسس التي وضعها إلا أن هذه الأسس لم تلق ترحيبا من الشعب مما أدى إلى هجرة كالفن سنة 1538 إلا انه عاد مرة أخرى بعد ثلاث سنوات 1541 ,وعمل كالفن على نشر مذهبه في انكلترا وبولندا واسكتلندا والأراضي المنخفضة وفي سنواته الأخيرة انظم إليه رجل يدعى تيودور دي بز والذي أطلعه كالفن على أسس مذهبه وجعله اليد اليمنى في الأكاديمية التي أسسها كالفن وأصبح تيودور بعد ذلك أول رئيس للأكاديمية الكالفنية . لمزيد من المعلومات ينظر:A.Bossert , Calvin, Paris, 1906,PP 6-30.
( ) Christopher Haigh, Elizabeth I, Illustrated Edition, Longman ,Great Britain , 2001, P39.
( ) توماس كرانمر : قائد عملية الإصلاح الديني الانكليزي وكبير أساقفة كانتربري خلال عهدي هنري الثامن وولده ادوارد السادس ولفترة قصيرة من عهد الملة ماري الأولى ساعد كرانمر الملك هنري الثامن في طلاقه من كاترين وزوجته الأولى ، وهو الأمر الذي تطور إلى انفصال الكنيسة الانكليزية عن روما، وبمساعدة الوزير توماس كرومويل تمكن من أن يجعل السيادة المطلقة على الكنيسة تحت سيطرة الملك وإرادته، واستمر في عهد الملك ادوارد السادس ، حتى قتل حرقا في الحادي والعشرون من آذار عام 1556م . لمعرفة أكثر التفاصيل ينظر :
MARGARET HERBST BREASHEARS, THOMAS CRANMER, ARCHBISHOP OF CANTERBURY, 1533-1556: A POLITICAL STUDY, A THESIS IN HISTORY Submitted to the Graduate Faculty, University in of Texas, 1976, P. 10.
( ) Christopher Haigh, Elizabeth I,Op.,Cit, P.39
(8) Jones, Norman: Elizabeth and The Latin Prayer Book of 1560, Church History, vol.53, Issue 2, P. 174.
( ) البيورتان :هم طائفة من اشد اشكال البروتستانتية تطرفا, والوريث الشرعي المباشر للكالفنية نسبة المصلح الديني الفرنسي القس جون كالفن Calvin John (1509-1564) الذي وضع كتاب مبادئ الايمان الذي يعد اهم ما كتب في الحركة البروتستانتية. للمزيد من المعلومات ينظر:- سعد رستم, الفرق والمذاهب المسيحية منذ ظهور الاسلام حتى اليوم, دمشق, 2005, ص185.
( ) اندرو ملر, مختصر تاريخ الكنيسة, القاهره,2004, ص 290-291.
( ) مريم بنت بنيان الحربي, البروتستانتيه واثرها على العالم الاسلامي, اطروحة دكتوراه غير منشورة, المملكة العربية السعودية, جامعة ام القرى , كلية التربية ,1428 , ص132-142.
( ) هي المرأة الزانية التي اشار اليها سفر (رؤيا يوحنا) , الاصحاح السابع عشر: 1-18 , وذكر جانب من قصتها بهذا الشكل : (الزانية العظيمة.. بها زنى ملوك الأرض , وسكر سكان الأرض من خمر كأس زناها... تجلس على وحش قرمزي... له سبعة رؤوس وعشرة قرون... وهي تلبس الارجوان والقرمز... أم الزنى ودنس الأرض..وهي سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع) .للمزيد من التفاصيل ينظر:عدنان أمين محمد، حركة الإصلاح الديني في انكلترا 1517-1603، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية, جامعة الموصل، 2007، ص26
( ) المشيخية : تشكل الكنيسة المشيخية مجموعة كبيرة من الطوائف البروتستانتية في البلدان الناطقة بالانكليزية ، وتدعي هذه الكنائس في خارج هذه البلدان ، الكنائس الإصلاحية مثل الكنيسة الإصلاحية الهولندية ، واحد شعارات هذه الكنائس الإصلاح الدائم . وتنتمي زهاء (100) طائفة نصرانية إلى الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية ، وتشير كلمة مشيخي إلى نموذج مميز من أشكال إدارة الكنيسة. ويدير أعضاء الكنيسة المشيخية مجالس تسمى الجلسات أو المجاميع الكنسية المؤلفة من قس وعدد من الشيوخ العلمانيين غير الكهنوتين ,وتبعث الجلسات ممثلين عنها إلى مجالس الكنيسة التي تدعي مجامع أعضاء الكنيسة أو الشعب التي تشرف على التجمعات في المنطقة , وتتمثل مجمعات أعضاء الكنيسة في المجامع الكنسية أو الجمعية , وتعمل الإدارة النيابية على جميع المستويات ، بحيث يشارك شيوخ علمانيون في الإدارة مع القساوسة ، ويكونون جميعهم على قدم المساواة ، ويكون لجميع القساوسة مرتبة متساوية. للمزيد من المعلومات ينظر:- اشرف صالح محمد سيد ، أصول التاريخ الأوربي الحديث ، الكويت ، 2009، ص 119
( ) مريم بنت بنيان الحربي ,المصدر السابق, ص 133.
( ) نهاد محمد سعد الشيخ خليل ، دور بريطانيا في بلورة المشروع الصهيوني 1656- 1917م ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الاسلامية بغزة ، كلية الآداب ، 2003، ص51 ؛
Joseph Jung Uk Chi, John Cotton’s Sermons on Canticles and Revelation
And His Apocalyptic Vision For England, Edinburgh ,2008.
( ) عبد الوهاب المسيري, موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ,ج2, القاهرة ,1999,ص 379.
(17) تاجر البندقية Merchant of Venice :هي كوميديا من تأليف شكسبير، خلاصتها أن أنطونيو التاجر الفينيسي يستدين من المرابي اليهودي شايلوك ثلاثة آلاف قطعة ذهبية تمكيناً لصديقه باسانيو من الزواج من بورشيا الثرية الجميلة. ويشترط المرابي على التاجر أن يقتطع رطلاً من لحمه إذا لم يرد إليه المال في الموعد المحدد لذلك. ويوافق أنطونيو ولكنه يعجز عن رد المال, فيصر شايلوك على تنفيذ ما ألزم به التاجر نفسه، وهو الموافقة على اقتطاع رطل من لحمه، وأثناء المحاكمة توافق بروشيا على هذا الاقتطاع شرط ألا يؤدي ذلك إلى إراقة نقطة دم واحدة من أنطونيو. لمزيد من التفاصيل ينظر: هاني الراهب , الشخصية الصهيونية في الرواية الانكليزية, بيروت , 1974, ص16.
( ) رونالد سترومبرج , تاريخ الفكر الاوربي الحديث 1601-1977, ترجمة احمد الشيباني, القاهرة, 1994, ص116.
(19) Michael Pragai, Faith and Fulfilment Christians and the Return to the promised land, Valentine Mitchell and Company Limited, London ,1985 , p.14
Ibid, p.15(20)
( ) جورجي كنعان , الاصول المسيحية في نصف الكرة الغربي , لبنان ,1991, ص45.
( ) قاسم عبده قاسم, الشعب المختار," الاسطورة التي شكلت منها انجلترا وامريكا",ج1 ,القاهرة, 2003, ص 31 ؛ سعد رستم , المصدر السابق, ص 186.
( ) المصدر نفسة.
( ) ربيع حيدر طاهر , تاريخ انكلترا في عصر ال تيودور 1485-1603,النجف الاشرف ,2014, ص142-143.
( ) عدنان امين محمد, المصدر السابق , ص219.
( ) قاسم عبده قاسم, المصدر السابق, ص62.
JACOB ABBOTT, QUEEN ELIZABETH, NEW YORK, 1906 ,P.103.(27 )
(27) Thomas Cornell, FAST DAYS AND FACTION: THE STRUGGLE FOR REFORMATION
ORDER AND UNITY IN ENGLAND 1558 –1640, Copyright ,2008,pp.24-25.
(29) David Snow and Scott Byrd, “Ideology, Framing Processes, and Islamic Terrorist Movements,”. Mobilization, June 2007 12 (2),PP. 119-120.
(30) Ibid ,pp. 120-121.
Op .,Cit, p. 121, David Snow, (31)
HENRY GEE,DOCUMENTS ILLUSTRATIVE of English Church History, (32 )
London, 1914, pp. .477-478.
( ) ج. ويلتر, الهرطقة في المسيحية, "تاريخ البدع الدينية المسيحية ", ترجمة جمال سالم, د م , د ت,ص211.
( ) والتر سترومبرج , المصدر السابق , ص119.
( ) طالب محيبس حسن الوائلي, البرلمان الانكليزي الحديث "صراع من اجل السلطة 1457-1832", مجلة لارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية. العدد الخامس, السنة الثالثة ,2011, ص 25.
( ) ربيع حيدر طاهر, تاريخ انكلترا, المصدر السابق , ص 144.
(37) John Donoghue, Radical Republicanism in England ,America and the impearl Atlantic 1624-1661, Pittsburg, 1999, p.2.
Ibid. (36)
Ibid, p.28. (37)
HENRY GEE, Op., Cit, p481. (38 )
Ibid, p.498. (39)
( ) عدنان امين محمد امين , المصدر السابق, ص222.
( ) سعد رستم, المصدر السابق, ص 178-188.
( ) عدنان امين محمد امين , المصر السابق, ص223.
( ) ول وايريل ديورانت , قصة الحضارة ,ترجمة محمد بدران, مج 1,ج7, بيروت , 1988, ص 35.
( ) عدنان امين محمد, المصدر السابق, ص223.
( ) المصدر نفسه.
(48) Diarmaid MacCulloch, The Church of England 1533-1603, London, 2012, pp.24-25.
( ) ول ايريل ديورانت , المصدر السابق , مج1,ج7,ص35.
( ) راجح ابراهيم محمد البساتين, المسيحية البروتستانتية وعلاقتها بالصهيونية في الولايات المتحدة, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الدراسات العليا, الجامعة الاردنية, 2007, ص67.
(51) MacCulloch,Op.,Cit,p.27.
( ) ول ايريل ديورانت, المصدر السابق , مج1,ج7, ص34 ؛
Russ Atmore, Reflections on Puritan America & the Constitution: Past Influences ,Present
53) Decline & Future Hope in the light of the 2008 Elections ,pp. 2-3. )

Ibid. (54)
( ) ول ايريل ديورانت , المصدر السابق ,مج1,ج7,ص36.
(56) George Townsend Waarner, The New Groundwork of British Empire ,London,1950,pp.341-342.
(57) Ibid.
F.Schirell ,History Of European's from persnt, New York ,P257. (58)
( ) للمزيد من التفاصيل عن هجرة البيورتان لأمريكا الشمالية ينظر:-
فرانكلين اشر, موجز تاريخ الولايات المتحدة, ترجمة مهيب الدسوقي, بيروت, د.ت, ص2؛
Robert Irving Brackett, Decline of Puritanism in the Massachusetts Bay Colony 1630-1700, The University of Arizona,2016.
( ) ول ايريل ديورانت, المصدر السابق, .مج1, ج7 , ص285-286.

منشور

2019-04-26

إصدار

القسم

التاريخ وعلم الاثار وتحقيق التراث

كيفية الاقتباس

ظاهر م. م., & مغتاظ م. ح. (2019). حركة البيورتان الاصلاحية في إنكلترا خلال عهد الملكة اليزابيث1533-1603. لارك, 9(3), 435-446. https://doi.org/10.31185/lark.Vol2.Iss25.1074