الجمالي والإيديولوجي دراسة في ديوان (قصائد عارية) لحسين مردان

الملخص

      في أواخر سنة 1949، طبع الشاعر حسين مردان ديوانه (قصائد عارية)، فأثار عاصفة من النقد والاحتجاج، فأمرت الحكومة بمصادرة الديوان، وتقديم الشاعر إلى المحاكمة، شُكلت على إثرها لجنة من كبار الأدباء، وقد رأتْ اللجنة أنَّ ما جاء في الديوان لا يشكل جريمة، وعند ذاك قررت المحكمة الإفراج عن الشاعر وديوانه. لعل هذه المقدمة تبين أهمية هذا الديوان في سن مبكرة من الشعرية العراقية، وهي تنفتح على شكل جديد، كان قد بدأه الشاعران: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، ولكن "مردان"، في قصائده العارية، كان وفيا للشكل القديم، ولكنه لم يكن وفيا لمضمونه الأخلاقي والايديولوجي، لهذا ركزت دراستنا على الجمالي والايديولوجي في الديوان، منطلقة من مقدمة ترى أنَّ التناسب بين الجمالي والإيديولوجي سيكون ضروريا للنص الشعري، أما طغيان الإيديولوجي على الجمالي، فسيصيب النص بالعطب، ولعل ديوان قصائد عارية سيكون مثالا ممتازا للعطب الذي أصاب الرؤية الشعرية بالشلل، ولم يرتفع بها إلى المقامات اللائقة بها. تكوّن بحثنا من مقدمة ومبحثين: تناول الأول الأيديولوجي عند بعض الشعراء، أما الثاني، فأخذ يبحث عن الجمالي في ديوان "حسين مردان"، وسط أجواء مفخخة بالإيديولوجي، ولعله وجد شيئا ما.