سوسيولوجيا الإسلام في الفكر الخلدوني -"قراءة في سوسيولوجيا الدين"
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol3.Iss26.424Abstract
كان ابن خلدون عقلية واضحة كلها ضوء، وان ضوءه العقلي يمزق كل غموض، انه من الأتقياء ومن كبار العلماء المسلمين، ومن الشخصيات المرموقة ، وانه على سعة افقه لم يصدر رأيا واحدا يجافي تعاليم الإسلام ، بل إن مفاهيمه المتطورة كانت تطويعا للمجتمع من منطلق روح المبادئ الإسلامية، كان موسوعيا بأبواب الثقافة الإسلامية المختلفة ، وأحاط بها إحاطة شاملة ، كتب في الكلام وأصول الفقه ، كما كتب في التصوف والفلسفة ، ومقدمته دليل كاف على علمه الواسع واطلاعه الغزير .وجعل ابن خلدون العرب محور تفكيره، وأعطاهم الدور الأول في الإسلام فهم حملوا رايته وقاموا بالفتوحات وحددوا نطاق دار الإسلام وهو يرى إن العرب كانت تفرقهم العصبيات القبلية وطبيعة العداوة التي تخلو من الوازع لافجاء الإسلام بعصبية جديدة غمرت العصبيات الأخرى كما انه (الإسلام) نقل العرب إلى مرحلة استقرار وتطور حضاري وهو يركز على مضر في هذه الآراء لان الدولة العربية في الإسلام " دولة مضر" وهو على إيمانه يرى للعرب منزلة خاصة في المجتمعات الإسلامية . ويعد ابن خلدون وفقا لهذا المفهوم من المفكرين السابقين لزمنهم ، ومن المبتكرين والمجددين الذين بقيت أرائهم وأفكارهم مصدر وحي دائم ومبعث الهام مستمر ، حيث أتى ابن خلدون بما لم يسبق إليه وهو "علم العمران" أو ما يسمى في عصرنا الحالي بعلم الاجتماع الإنساني وكشف عن آراء ونظريات لم يهتدي إليها الباحثون إلا بعد موته بقرون، وهو بهذا يعد بحق في مقدمة أعلام الفكر العربي بل والإنساني . وقد حرص ابن خلدون على أن يجعل مقدمته "إسلامية الوجه قرآنية المبنى والدليل " ونستطيع القول في هذا ، أن المجتمع الإنساني والعمران البشري الذي وضع ابن خلدون أساسه ولبناته ، فقد ربطه بالرباط الفكري الإسلامي في كل شعبه ويستوي في ذلك نظم الحكم والنظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية .