الأَسباب السياسية للتهجير القسري في العراق القديم
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.Vol3.Iss26.409Abstract
يشكل العامل السياسي سبباً قوياً وراء هجرة الأقوام؛ إذ يعد العامل الابرز من بين العوامل المؤثرة في التحركات البشرية فهناك العديد من الهجرات والتحركات السكانية الجماعية التي شهدها الشرق الأدنى (الهجرات الآمورية، الحورية، الكاشية وغيرها من الهجرات الأخرى)، والتي كان للعراق نصيب منها، في معظم الفترات التاريخية والتي كان لها مساس واتصال مباشر بالأسباب السياسية.
لذا جاء اختيارنا لهذا الموضوع لرصد تلك التحركات وتحليل الأَسباب السياسية التي دفعت بها فضلاً عن التعرف على السياسية أو الأساليب أو الطرق التي أتبعت سواء على مستوى كعوامل مساهمة في التهجير أو على صعيد المعالجة السياسية لهذه الظاهرة والذي يبدو أنّ التصفية السياسية ورفد المؤسسة العسكرية بالعنصر البشري والتخلص من الخصوم السياسي كان الأبرز في التهجير السياسي واحد مقوماته الاساسية.
كما يكشف التهجير السياسي عن مدى ضعف الأداء السياسي الذي مر به العراق وعلى مختلف الحقب الزمنية وتحديد موضوع الدراسة إلى جانب ذلك فهو يسلط الضوء على مدى خبرة ومقدرة بعض الملوك في كيفية التعامل مع الخصوم وتهدئة الاوضاع السياسية في بعض الفترات عن طريق التهجير السياسي بوصفه أحد السبل أو الطرق الأساسية التي اتخذت من قبل بعض الملوك في هذا المضمار.
لذا فقد ارتأينا في هذا المبحث على مناقشة الأَسباب السياسية، وقد قسمت الموضوع على فقرتين رئيسيتين: نقشت أولها فترات الضعف السياسية التي تؤدي ببعض الحواضر إلى الانهيار، وتناولت في ثانيها التهجير القسري وأهم مظاهره، إذ أنّه قد يستخدم للأقوام المتمردة وإضعاف مراكز المقاومة وكذلك رفد المؤسسة العسكرية بالجنود المدربين وغير ذلك.