(طيف نيتشه وتأثيراته على مفكري ما بعد الحداثة ( دريدا وليوتار) نموذجاً)
DOI:
https://doi.org/10.31185/lark.4538الكلمات المفتاحية:
الحداثة، ما بعد الحداثة، نيتشه، دريدا، ليوتار، الاختلاف، التفكيك، نقد المركزياتالملخص
شكلت فلسفة فريدريك نيتشه نقطة تحول مركزية في الفكر الغربي، وكان لها تأثير بالغ على فلاسفة ما بعد الحداثة، وعلى رأسهم جان فرانسوا ليوتار وجاك دريدا. وكلاهما استلهم من نيتشه موقفه النقدي من الميتافيزيقا الغربية، ورفضه للمفاهيم المطلقة مثل الحقيقة، والخير، والمعنى الثابت.
بالنسبة لدريدا، فقد تأثر بنيتشه على مستوى عميق، لا سيما في ما يتعلق بتفكيك ثنائية الحقيقةوالخطأ ورفضه للمركزيات الفلسفية. استثمر دريدا هذا الإرث في تطوير منهج "التفكيك"، وهو أسلوب نقدي يُظهر كيف أن النصوص والمفاهيم الفلسفية تحمل في داخلها تناقضات تؤدي إلى تقويضها. من نيتشه، استلهم دريدا أيضًا فكرة أن المعنى مؤجل وغير ثابت، وعبّر عن ذلك من خلال مفهومه الشهير الاختلاف الذي يشير إلى أن المعنى الذي لا يُستقر عليه أبدًا، بل يظل في حالة انزلاق دائم.
آما ليوتار، فقد أخذ من نيتشه فكرة رفض السرديات الكبرى التي سادت الحداثة، مثل الإيمان بالتقدم أو العقلانية الشاملة. في فلسفته، دعا ليوتار إلى الاعتراف بتعدد الخطابات وألعاب اللغة، معتبراً أن المعرفة لم تعد تنتج في إطار سرديات كونية، بل ضمن سياقات متغيرة ومفتوحة. هذا التوجه مستمد مباشرة من نيتشه، الذي رأى أن الحقيقة ليست سوى بناء ثقافي خاضع للقوة والتأويل.
في الختام يتقاطع نيتشه مع ليوتار ودريدا في رفض الحقيقة المطلقة، واعتبار المعرفة والتفسير مسألة نسبية ومفتوحة للتأويل. لقد مهد نيتشه الطريق لظهور فكر ما بعد الحداثة، وأصبح يمثل الخلفية الفلسفية التي استند إليها ليوتار في نقد الحداثة، واستثمرها دريدا في تفكيك بنيات الفكر الغربي.
الكلمات المفتاحية : الحداثة، ما بعد الحداثة، نيتشه، دريدا، ليوتار، الاختلاف، التفكيك، نقد المركزيات.
المراجع
1. أبو زيد أحمد . (2001). ليوتار وما بعد الحداثة بحث قدم من قبل. تأليف أوراق فلسفية، أوراق فلسفية (صفحة 10). مصر: جماعة أوراق فلسفية.
2. الاء مهدي مزهر. (1 7, 2024). ملامح ما بعد الحداثة في رواية معزوفة العنف والخراب لاسماعيل سكران. مجلة لارك، المجلد16، العدد 3، الصفحات 1061-1076. DOI: https://doi.org/10.31185/lark.Vol3.Iss16.3686
3. ألآن تورين. (1997). نقد الحداثة. (أنور مغيث، المترجمون) المجلس الأعلى للثقافة.
4. الطيب بوعزة. (2006). من أجل فهم جاك ديريدا. جريدة المشرق، السنة الثالثة.
5. باري بيرك. (العدد الثاني, 2006). مابعد الحداثة وفرضيات التحول الأجتماعي. (حارث محمد، المحرر، و محمد حارث، المترجمون) مسارات فكرية ثقافية.
6. جاك دريدا. (1988). الكتابة والاختلاف (المجلد 1). (كاظم جهاد، المترجمون) المغرب: دار توبقال.
7. جاك دريدا. (2005). الأنفعالات (المجلد 1). (عزيز توما، المترجمون) سوريا –دمشق: دار الحوار للنشر والتوزيع .
8. جمال مفرج. (2001). ليوتار والأرث اليساري للنيتشوية. القاهرة: أوراق فلسفية.
9. طيب تزيني. (2000). الحداثة وما بعد الحداثة. أوراق المؤتمر الفلسفي الخامس بكلية الاداب والفنون. 1. الاردن: جامعة فيلادلفيا.
10. عمرو امين. (2002). قراءة لمفهوم الجميل والجليل من منظور ما بعد الحداثي. (كتاب غير دوري، المحرر) القاهرة: أوراق فلسفية.
11. فاتنة أحمدي. (2002). الفلسفة العربية المعاصرة وآراء ما بعد الحداثية في المعرفة والعلم والأعلام، في كتابة تاريخ الفلسفة العربية المعاصرة. بغداد: أعمال المؤتمر الفلسفي العربي الثالث لبيت الحكمة.
12. فردريك جيمسن. (2000). التحول الثقافي "كتابات مختارة في الحداثة وما بعد الحداثة". مطابع المجلس الاعلى للاثار.
13. فيل سليتر. (2004). مدرسة فرانكفورت نشأتها ومغزاها. (خليل كلفت، المترجمون) القاهرة: المشروع القومي للترجمة.
14. مالكوم برادبري، و جيمس ماكفارلن. (1987). الحداثة. (مؤيد حسين فوزي، المترجمون) العراق(بغداد): دار المامون للنشر والترجمة.
15. محمد سبيلا. (1963). دفاعا عن العقل والحداثة. العراق: مركز الدراسات فلسفة الدين.
16. محمد يحيى فرج. (2000). مقالات جديدة في الحداثة وما بعد الحداثة. مصر الجديدة.
17. مطاع صفدي. (1990). نقد العقل الغربي. بيروت ( لبنان): مركز الانماء القومي.
18. Sims, S. (2001). The Routledge Companion to Postmodern. London and Newyork : London and Newyork .
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2025 م.د. حسين عبد علي اجريدي

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.