الذكورية والضعف العاطفي في رواية هنري ماكنزي رجل العاطف

الملخص

لطالما كانت الذكورية التقليدية في الأدب انعكاسًا للضوابط الاجتماعية، والتي تفرض ضرورة تبنّي الرجال للسلوك الرجولي، وقد بدأت هذه النظرة الكلاسيكية، وعلى الرغم من أنها كانت الحالة المُهيمنة منذ فجر أي تاريخ مكتوب، تشهد تحولًا جذريًّا خلال القرن الثامن عشر في أوروبا، وخاصة في إنجلترا.

إنَّ هذا التحوُّلَ لم يأتِ من العدم، فقد عملت عوامل متعددة جنبًا إلى جنب لتقديمه، فالحركات الفلسفية، على سبيلِ المثال، عملت على طمس الخطوط الفاصلة بين الأدوار الجنسانية عندما يتعلق الأمر بالرحمة والتعاطف. كما ظهرت حركات أوسع في ذلك العصر، أكدت على دور العواطف بطريقة عملية، ودعت إلى أن تكون المحفز الرئيسي للسلوك الإنساني والبوصلة الأخلاقية، على عكس ما دعت إليه الحركات العقلانية، مثل التنويريَّة، بأن العقل هو الدافع الرئيسي للأفعال والأخلاق.

لقد مر الأدب، بوصفه جزءًا لا يتجزّأ من الفلسفة وتطبيقًا مباشرًا لها، بهذا التحول أيضًا، إذ بدأ مؤلفو ذلك العصر يعكسون النهج المرن للرجولة، ويغرسون فيه سمات غير تقليدية كانت تُنسب تقليديًّا إلى الأنوثة. ، الروائي المهم الذي كان له تأثير كبير، وقدم دفعة نقدية لهذا النهج الجديد هو الكاتب الإسكتلندي هنري ماكنزي، فبأعماله، ولا سيما "رجل المشاعر"، صوَّر الشخصيات بطريقة عدت بمثابة صدمة أدبية للجمهور، كما سيتم مناقشتها بهذه البحث.

سيستكشف هذا البحث السياق الذي تطور به مفهوم الذكورية، ويتعمَّق في كتاب هنري ماكنزي "رجل المشاعر"، موضحة الأمثلة التي تدعم هذا التقليد الذكوري الجديد الذي يعارض النهج التقليدي الكلاسيكي اجتماعيًّا.